تلقيت رسالة جميلة من طالبة سعودية مبتعثة لدرجة الماجستير تخرجت قبل أيام اسمها ديمة حسين الغامدي، في الرسالة ملخص لأطروحتها التي تناولت رؤية 2030 وتطوير الموارد البشرية، ولعل هذه الأطروحة أول دراسة تتناول الرؤية في أهم أهدافها، وهي الكفاءات الوطنية وكيفية بناء مواردها البشرية.

الجيد في الدراسة أنها تتوقع الصعوبات التي قد تواجه الرؤية عند تحقيق أهدافها، وتقدم بعض التوصيات التي اعتمدت الباحثة فيها على تجارب دول أخرى حققت نجاحات عدة في مجال الموارد البشرية. في العادة في السعودية، لا يتم الاستفادة من الأبحاث ولا يتم الاطلاع على الدراسات المقدمة من الجامعات السعودية، التي نستطيع بناء عدة أهرامات بها في صحراء النفود نفاخر بها أهرامات الجيزة المصرية. لكن مع الرؤية يجب أن يتغير الأمر، ولا أعلم لماذا لم يكن من أهم أهداف خطة 2020، أو ما يسمى خطة التحول الوطني، الاستفادة من الأبحاث والدراسات التي تعدها الجامعات والمراكز البحثية، ففي 88 صفحة تشرح الأهداف الإستراتيجية لكل قطاع حكومي وارتباطه بأهداف الرؤية، فقط مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية اهتمت بالبحث العلمي وجعلته كلمة مهمة في معظم أهدافها. حتى وزارة التعليم لم تهتم بوجود ولو هدف وحيد يشير للبحث العلمي وأهميته، ولا أعرف كيف يأتي التطوير والتعليم دون البحث العلمي، أو جامعات بدون بحث علمي، هل يعتبره القائمون على بناء الخطة من القطاعات والوزارات الحكومية فرض كفاية، إذا فعلته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية سقط عن الباقين؟

في الحقيقة لا بد من تحية مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على خطتهم ومؤشراتهم القيمة، ليس فقط لوجود البحث العلمي في أهدافهم، ولكن لأنهم أخبرونا أن هناك من هو جاد في الخطة وتأثيرها على المستقبل أكثر حتى من مصنع المستقبل وزارة التعليم. هناك دول يقوم دخلها على تسويق البحث العلمي، ونحن لا نريد تسويق أبحاثنا الآن للعالم، لكن نريد الاستفادة منها، فهي ليست لنيل لقب علمي بل للتطوير وهذه كلمة مهمة أخرى.