أصدر مركز "بيو" الأميركي للدراسات والأبحاث دراسة جديدة أظهرت وجود تزايد في حالات عداء الأميركيين للصين وتحركاتها في المنطقة والعالم. وقالت الدراسة التي أعدها الباحث في المركز، دوروثي مانفيتش، إنه على الرغم من وجود حيرة بالغة لدى الرأي العام الأميركي خاصة والعالم عامة، بإمكانية تحسن العلاقات بين إدارة ترمب الجديدة وبين الصين، إلا أن المجتمع الأميركي بات يظهر انطباعا سيئا للأخيرة على مدى الأعوام السابقة. وبحسب استطلاع المركز الذي أجراه في يناير الماضي، قال 22% فقط من الأميركيين إن بكين تعد خصما عاديا للبلاد، فيما قال 43% منهم إنها تعد مشكلة حقيقية للولايات المتحدة، و31% قالوا إنها لا تعتبر مشكلة، في حين أجري استطلاع مستقل آخر العام الماضي أظهر فيه أن 55% من الأميركيين يمتلكون انطباعات سلبية تجاه منافسهم الآسيوي العملاق.



تغيير ملحوظ

قالت الدراسة إن الولايات المتحدة في الأعوام السابقة شهدت انطباعات سلبية تجاه الصين من قبل الأميركيين، بزيادة بلغت 26%، وذلك في الفترة ما بين عامي 2006 و2016، في وقت تعتبر الانطباعات السلبية لدى الأميركيين أكبر من التي عند الصينيين بالجهة المقابلة، على الرغم من وجود عداء لدى الصينيين إزاء الأميركيين بنسبة 50% منذ عام 2014. وتطرق التقرير إلى أن أكثر الأعمار عدائية تجاه الآخر يبدأ من عمر 50 سنة فما فوق، رغم وجود انطباعات سيئة متزايدة عند الشباب الأميركي تجاه نظيره الصيني بنسبة 21% ما بين عامي 2006 و2016. وفي المقابل ينظر الشباب الصيني بحماسة أكثر إزاء الولايات المتحدة، بعد أن انخفضت الانطباعات السلبية بواقع 12 نقطة في الفترة نفسها. وأضافت أن أتباع الحزب الجمهوري في أميركا يكنون العداء للصين أكثر من منافسيهم الديموقراطيين، إلا انه في المجمل ازداد الانطباع السيئ تجاه بكين لدى الحزبين بنسبة 20% مقارنة بالعقد الماضي.



تبادل النظرات السلبية

رغم سلبية الأميركيين تجاه الصين، إلا أن الدراسة قالت إنهم يشعرون بالاستياء من ضعف حكوماتهم المتعاقبة على الصعيد الدولي، حيث أشار استطلاع عام 2016 إلى أن 46% من الأميركيين يرون أن بلادهم تلعب دورا أقل أهمية ومتانة دوليا مقارنة بالسنوات العشر الماضية، وهي نسبة مرتفعة عن نظيراتها في عام 2004، حينما قال 20% فقط إن واشنطن تراجعت عن الزعامة الدولية. في المقابل أبانت الدراسة أن الصينيين باتوا يرون أن بلادهم تتجه نحو الصعود في كافة المجالات، وباتت تتزعم العالم وتنحي القوى العظمى الأخرى، فيما رجّح نحو ثلثي الصينيين أن بلادهم ستزيح أو أزاحت بالفعل الولايات المتحدة عن قيادة العالم. وأشارت الدراسة إلى أن 48% من الأميركيين ما زالوا يصرون على أن بكين لن تستطيع تهديد مكانة واشنطن الدولية، مقابل 46% منهم يعترفون بوجود هيمنة صينية على العالم، مقارنة بعام 2009 الذي أظهر تعنتا أميركيا بعدم الاعتراف بزعامة الصين.