كنا نتطلع لتحليق "طيران المها" في الأجواء السعودية، لكن حدث أن تم "تطيير" مشروعها بالكامل إلى خارج مجال الطيران الداخلي السعودي!

يوم أمس تناقلت المواقع الإخبارية حديثا صحفيا للرئيس التنفيذي للخطوط القطرية أكبر الباكر، أعلن خلاله وبشكل رسمي، إيقاف مشروع "طيران المها" بالكامل في المملكة.

لا أعلم أين يكمن الخلل الذي تسبب بفقداننا لناقل جوي جديد، هل هو في الإجراءات البيروقراطية "المعقدة"، كما وصفها الباكر في تصريح له قبل عامين؟! أم أن الأمر ليس إلا رغبة من الجانب القطري بإعادة دراسة السوق السعودي، كما قال مساعد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في يونيو الماضي؟!

الجزء الآخر الذي لم أجد له تفسيرا، ماذا كانت تفعل "طيران المها" منذ فوزها برخصة ناقل جوي وطني في المملكة أواخر 2012 وحتى الآن. هل عجزت مجموعة عملاقة بحجم الخطوط القطرية "الشركة الأم" عن الوفاء بمتطلبات التشغيل طوال تلك المدة؟!

لا أظن ذلك، وهي من أعلنت عند فوزها برخصة الناقل الجوي في السعودية أن شركتها "طيران المها" ستبدأ نشاطها الفعلي بالمملكة خلال الربع الرابع من عام 2014.

الشيء الوحيد الذي أنا على يقين منه، أننا خسرنا ناقلا جويا كان سيعتبر إضافة جيدة لسوق الطيران الداخلي السعودي، وهو الذي لا تزال شبكة طيرانه الداخلية صغيرة قياسا إلى مساحة البلاد وحجم اقتصادها، لذا من الطبيعي الحاجة إلى الاستثمار بشكل أكبر في هذا المجال لمواكبة الطلب المتزايد على الرحلات الداخلية.

ما حدث مع "طيران المها" قد لا يتوقف عندها، فربما تتكرر التجربة مع مستثمر آخر، إلى أن ترتسم صورة قاتمة لمستقبل الاستثمار في المملكة. لذا إن أردنا الحفاظ على ما لدينا من استثمارات وجذب المزيد منها، فعلينا أن نبدأ من مراجعة شاملة للإجراءات الحكومية ما يكفل سهولتها وسرعة إنجازها.