ولولا أنني أثق في المواد التي تنشرها هذه الصحيفة، لقلت أن ثمة لبسا في خبرها الذي يقول: إن تقريرا إحصائيا كشف أن محافظة الأحساء سجلت أعلى نسبة في عدد الحالات التي تعرضت لبتر أي من الأطراف، سواء الأقدام أو الأيدي، أو بتر من كوع اليد أو بتر من الساق؛ نتيجة طلق ناري خلال العامين الماضيين!

الأحساء بلد طيب وأهلها طيبون، والبلد الطيب يخرج نباته طيبا، اشتهرت بتنوعها الخلاب، تجد فيها كل المذاهب والأعراق والقبليات والخلفيات الثقافية.

أما أهلها، فقد عرفوا بالنفس الطيبة، والثقافة والأدب، والجدية والانضباطية، وربما تعود الصفتان الأخيرتان إلى تأثر الناس بشركة أرامكو. أحد أهم معاقل الانضباط في العالم!

لست بصدد الحديث عن الأحساء -أو الحسا كما يطلق عليها أهلها- ولست معددا صفات أهلها الكرام الطيبين، فالأمر إن كان مستحيلا في الجانب الأول، فهو من الصعوبة بمكان في جانبه الآخر.

الذي أود قوله هنا: هو أملي في أن تلعب الأحساء دورها الحقيقي في بلادنا. أن تتحرر من سلطة وبيروقراطية المكتب، وإجراءات المرجع في كل مؤسساتها، ولن يتحقق لها ذلك دون أن تكون منطقة مستقلة إداريا عن المنطقة الشرقية.

الأحساء تمتلك مقومات المنطقة، بل إنها تمتلك من المقومات ما لا تمتلكه مناطق أخرى -مع وافر المحبة والتقدير للجميع- ولذلك أضع هذا الطلب على طاولة سمو أمير المنطقة الشرقية، الرجل الإداري الناجح -الأمير سعود بن نايف- بأن يبذل جهده لاستقلالية الأحساء كمنطقة إدارية تضاف إلى مناطق بلادنا الـ13، وأعتقد يقينا أن قيادة هذا البلد المعطاء ستقف وتدعم أي بادرة من شأنها تنمية الإنسان والمكان. كيف وكل مقومات ذلك تتوافر في هذه البقعة الجغرافية الغالية.

أكتب هذا المقال اليوم من الأحساء، أكبر واحات العالم، وأقدّم أطيب تحية لسمو أميرها المحبوب والحازم الأمير بدر بن محمد بن جلوي، ولأهلها وسكانها الأعزاء الذين أخجلوني بكرمهم وطيبهم قبل أن أصل إليها.

بقي القول: إنني استوحيت عنوان المقال من قصيدة غازي القصيبي "رحمه الله":

أمَّ النخيل! هبيني نخلة ذَبُلتْ.. هل ينبتُ النخلُ غضًّا بعد أن ذَبـُلا؟