فيما بدأت الدول الداعمة للمعارضة السورية لقاء في بون أمس، على هامش اجتماعات مجموعة العشرين للتشاور واختبار الموقف الأميركي قبل أيام من استئناف مفاوضات جنيف بين الأطراف المتحاربة، عكست تصريحات رئيس الوفد الروسي إلى مباحثات أستانا ألكسندر لافرينتيف، فشل موسكو في تقريب وجهات نظر أطراف النزاع السوري، وهو ما سينعكس، وفق مراقبين، على مباحثات جنيف 4 المقرر انعقادها في 23 فبراير الجاري.

وأكد المتحدث باسم وفد المعارضة السورية المسلحة إلى أستانا أسامة أبو زيد، أنه لم يتم التوقيع على أية وثيقة ختامية عقب اجتماع أستانا، فيما أوضح رئيس وفد المعارضة المسلحة محمد علوش أن سبب ذلك هو وجود صعوبات مرتبطة بتطبيق الاتفاقيات السابقة.

وقال إن المعارضة قررت استكمال التفاوض في أنقرة لوضع آلية محددة للإفراج عن المعتقلين، مؤكدا على أهمية تشكيل لجنة للمراقبة تضم روسيا وتركيا ودولا عربية، والرفض القاطع لأي دور لإيران في سورية.


فك الحصار

شدد علوش على أن المعارضة ترفض الدور الإيراني في سورية جملة وتفصيلا، كما أعلن أن روسيا أكدت بأنها سوف ترسل للمعارضة أجندة فك الحصار عن الغوطة الشرقية، مشددا على أن المعارضة طالبت باستخدام مصطلح "الحل" بدلا من "المصالحة".

من جانبه، فقد أكد رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الروسية سيرجي فيرشينين، أن "النتيجة الملموسة لما حدث في أستانا هي التوصل إلى بنود حول المجموعة المشتركة، التي تضم روسيا وإيران وتركيا، والتي ستعمل بشكل منتظم، للحفاظ وتعزيز وقف العمليات القتالية في سورية".


مواقف الفرقاء

كانت مباحثات أستانا قد انتهت أول من أمس بعدم توقيع بيان ختامي، وبخلافات حادة بين جميع الأطراف، حيث أعلن ممثلو نظام الأسد رفضهم للدور التركي، بينما أعلنت المعارضة رفضها للدور الإيراني، في الوقت الذي تتزايد فيه التناقضات بين روسيا وتركيا من جهة، وبين الأولى وإيران من جهة أخرى، وبين إيران وتركيا من جهة ثالثة. أما تصريحات ممثلي نظام الأسد والمعارضة فقد كشفت ليس فقط عن التباعد في مواقف الفرقاء السوريين، بل رفض دمشق للدور التركي الذي سعت موسكو لتوسيعه بعد تطبيع العلاقات مع أنقرة، ومن ثم استخدامه، لجرها نحو التسوية السياسية في سورية، بهدف إقامة قاعدة للمصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة من أجل الحد من الدعم التركي للمعارضة من جهة، وإبعاد تركيا عن حلفائها الإقليميين من جهة أخرى، وتعميق التناقض بين أنقرة وكل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.







الدول الداعمة

عقدت الدول الداعمة للمعارضة السورية والتي تضم نحو 10 بلدان غربية وعربية وتركيا لقاء في بون أمس، وهو أول اجتماع لهذه الدول منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب مهامه رسميا.

وفيما شارك وزير الخارجية عادل الجبير في الاجتماع، قالت مصادر إن المشاركين ركزوا اهتمامهم على موقف وزير الخارجية الأميركي الجديد ريكس تيلرسون لمعرفة موقف واشنطن من هذا النزاع الدامي والمعقد جدا.

وقال دبلوماسي فرنسي كبير "بشأن مكافحة داعش، نحن مطمئنون، الالتزامات الأميركية تبقى نفسها. لكن في الشق السياسي من الملف، لا نعرف ما هو الموقف الأميركي"، بينما أعلنت برلين وباريس أمس الحصول على تطمينات من تيلرسون بأن واشنطن تدعم تسوية سياسية للنزاع في سورية، قبل أيام من استئناف مفاوضات جنيف بين الأطراف المتحاربة برعاية الأمم المتحدة.