أكد محافظ عدن، اللواء الركن عيدروس الزبيدي، أن المحافظة جاهزة لاستقبال كافة الوزارات الحكومية وسفارات الدول الشقيقة والصديقة، مثمنا الدور الكبير الذي قدمته دول التحالف العربي بقيادة المملكة. وأشار إلى أنه لولا هذا الدعم لما وصلت المحافظة إلى ما وصلت إليه حاليا من تعافٍ. وقال الزبيدي في تصريحات إلى "الوطن"، إن تحرير عدن كشف فداحة الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، حيث دمرت كل البنية التحتية والمؤسسات الحيوية، فضلا عن انفلات الأمن، إذ كانت تحكم المدينة آنذاك من قبل الأمن المركزي التابع للمخلوع، باسم أنصار الشريعة وشركائهم من التابعين لتنظيم القاعدة. وأضاف أن الأجهزة الحكومية عملت وسط ظروف غاية في الصعوبة، إلا أن الدعم الشعبي والمساعدات التي قدمتها دول التحالف، مكنت السلطات الشرعية من تحقيق تقدم ملحوظ في الجانب الأمني، كما تم إنجاز العديد من المهام المتعلقة بالبنى التحتية، وإعادة إعمار المدارس، إضافة إلى صيانة المستشفيات ودعمها بكل احتياجات العمل، وكذلك تفعيل القطاعات المصرفية والأمنية.

 


إفشال المخططات

تطرق الوايلي إلى قيام زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، بزيارات متكررة إلى إيران وقُم قبل حروب صعدة، وتواطئه مع المخلوع، علي صالح، على إدخال خبراء عسكريين إيرانيين إلى المحافظة، وذلك ابتداء من عام 2000، فضلا عن زيارات السفير الإيراني المتكررة إلى صعدة، والتي راوحت بين 3 إلى 4 زيارات على مدار العام. من جانبه، أبان قائد محور صعدة، العميد عبيد الأثلة، أن مهام الحرس الثوري الإيراني تركزت في البداية على استقطاب الشباب وتدريبهم في معسكرات سرية تابعة للحوثيين بمحافظة صعدة، وهي في طريقها لفتح معسكرات أخرى في باقي محافظات اليمن. عقب ذلك تولت قيادات الحرس الثوري إدارة الحروب بالوكالة عن الحوثيين، بهدف إكمال المشروع الإيراني التوسعي، إلا أن التحالف وقوات الشرعية أحبطت تلك المخططات، وأجبرت عناصر الحرس والحوثيين على التشتت ومحاولة تنفيذ هجمات إرهابية مضادة في مناطق متعددة.


التحدي الأمني

تحدث اللواء الزبيدي عن الصعوبات التي واجهت المحافظة خلال العام الماضي، وقال إنها كانت كبيرة جدا، وفي مقدمتها التحدي الأمني ومكافحة الإرهاب وتطبيع الحياة، وعدم توافر الميزانية المالية التشغيلية وغياب القضاء، وانتهاء بانقطاع خدمات الكهرباء والمياه، مشيرا إلى أنه رغم النجاحات فإن عدن، تتطلب الكثير من الجهود والمال والوقت، كي تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي. وحول أبرز الخطط والبرامج التي تنوي المحافظة تنفيذها في عدن خلال العام الحالي، أوضح اللواء الزبيدي أنه يأمل أن يكون 2017 عام التقدم والبناء والأمن، معبرا عن طموحه في معالجة الجرحى من قوات الشرعية، وتحسين أوضاع أسر الشهداء، وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم، إضافة إلى تطوير التعليم، وإعادة بناء البنية التحتية والخدماتية.





توفير التمويل

عدّ اللواء الزبيدي أن أهم عامل مساعد على تحقيق هذه الطموحات هو إعداد الميزانية التشغيلية من قبل الحكومة وتوفيرها للسلطة المحلية، خصوصا بعد نقل المقر الرئيسي للبنك المركزي إلى عدن، معبرا عن أمله في أن تفتح الوزارات مكاتبها الرئيسية في العاصمة المؤقتة بأسرع ما يمكن، وعودة كل القطاعات التنموية والمكاتب الرئيسية للمنظمات الدولية الداعمة، ومقرات السفارات والمكاتب الدولية، لافتا إلى أن ذلك سيؤدي إلى الاستقرار والتطوير والبناء، وسيعيد إعمار كافة ما دمرته الحرب الحوثية.


إعادة الإعمار

قطع الزبيدي بأن أهم مشكلة تواجههم في الوقت الحالي هي مشكلة الكهرباء ومستجدات إعادة الإعمار، وتفعيل المنشآت الحيوية كالميناء والمطار والمصافي، والمؤسسات الإيرادية الأخرى، وقال إن الحوثيين دمروا مؤسسة الكهرباء ولم يبق منها إلا جزء بسيط، إلا أن السلطة المحلية بذلت كل ما بوسعها لإصلاحها، معبرا عن أمله في أن تجد الحكومة حلولا ناجعة لهذه المشكلة بشكل عاجل. وعن إعادة الإعمار، قال إنه يحتاج إلى مبادرة دولية، تقودها دول التحالف، وقد حصلت السلطة الشرعية على دعم محدود بهذا الخصوص، وتم تحويل الموضوع إلى وزارة الأشغال العامة. ودعا الزبيدي كل الاقتصاديين وشركات التطوير والبناء إلى الاستثمار والعمل في عدن التي تتوافر بها مجالات استثمارية عديدة، مؤكدا على قدرة الأجهزة الأمنية على توفير الحماية وتأمين كل السفارات والمكاتب الدولية والبعثات الدبلوماسية.

 


مكافحة الإرهاب

أشار الزبيدي إلى التطور الملحوظ في الملف الأمني بعدن، مبينا أن أكبر الأخطار الأمنية هو الإرهاب الذي انتشر في معظم دول العالم، وقال "بدعم قوات التحالف نجحنا إلى حد كبير في دحر الإرهاب، وما زلنا نعمل الكثير في سبيل ذلك، غير أن هذا الملف ما زال بحاجة إلى مزيد من الدعم لكي يتم استئصاله كليا"، لافتا إلى أن أكبر دعم هو القضاء على أتباع المخلوع صالح وميليشيات الحوثي ومن معهم الذين يعدون المصدر الأول للإرهاب في اليمن والمنطقة.

 


انتصارات السهم الذهبي

حول المستجدات الحربية في معركة الساحل الغربي التي أطلقتها قوات التحالف اسم "الرمح الذهبي" مسنودا بالمقاومة الجنوبية والجيش الوطني، قال اللواء الزبيدي: هذه المعركة كان لا بد من خوضها لتأمين باب المندب وكذا تحرير الساحل الغربي وميناء المخا الذي كانت تستخدمه جحافل الانقلابيين لتهريب الأسلحة والمخدرات والممنوعات، مشيرا إلى تحقيق الكثير من الانتصارات والسيطرة على مواقع مهمة وإستراتيجية، أهمها ميناء ومدينة المخا، ومعسكر الدفاع الجوي، وغيرها من المواقع، كما تم قطع طرق إمداد الميليشيات، وتكبيدها خسائر فادحة، أدت لانهيار معنويات عناصرها، لافتا إلى استمرار المعركة حتى تطهير جميع المناطق والسواحل الغربية كاملة.