مجددا؛ إن كنت متعافيا "ع الآخر"، أو لا تخشى أمراض العصر فهذا المقال غير موجه لك..!

أيضا إن كنت من الذين يعانون من فوبيا المرض فلا تتوقف هنا؛ لأن هذا المقال سيزيد جراحك، ويفاقم حالتك!

يقول الخبر الذي تصدر الموقع الإلكتروني لهذه الصحيفة: سجلت السعودية العام الماضي 14 ألف إصابة بالسرطان.. أي بمعدل 39 حالة سرطان جديدة يوميا.

الرقم مخيف أليس كذلك.. حسنا؛ يقول رئيس مجلس إدارة جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية عبدالعزيز التركي، في ذات الموقع، إن 40% من تلك الحالات يمكن شفاؤها بالكشف المبكر.

ولم يخبرنا الدكتور الفاضل، لماذا لا يوجد لدينا آلية للكشف المبكر.. لماذا تُترك المسألة رهينة للوعي والثقافة!

حاولت إقناع أحد الأصدقاء، بأن يقوم بإجراء فحوصات طبية شاملة.. لكنه رفض بقوة.. محتجا بقوله: "أخاف يكتشفون معاي مرض، وأجلس أوسوس"!

كشف كثير من البرامج والأنظمة الحكومية والخاصة أن البيئة المحلية تستوعب القانون وتتماهى معه بسلاسة.. حتى الذين يرفعون أصواتهم بالاحتجاج يحنون رؤوسهم دون حاجز القانون.

على جدران أغلب المدارس عبارة جميلة متوارثة تقول "الوقاية خير من العلاج".. لكنها شعار لا يتجاوز الحائط!

لا أعلم كم هي تكلفة علاج الأمراض المستعصية، وكم تستهلك من موازنة الجهات المعنية بعلاج الناس.. لكنني أعلم أن الكشف الدوري سيوفر مئات الملايين على خزينة الدولة، وسيمنح الناس صحة جيدة بإذن الله.

وعلى أي حال، فالذين يدركون خطورة هذه الأرقام، وحدهم يعرفون أن إلزام المواطنين بإجراء فحص دوري أمر ملح ومطلوب.

هناك حلول علاجية قد تنجح معك أحيانا، لكنها باهظة الثمن.. كان باستطاعتك تجنب وقوع المشكلة مجانا.

يقول أحد الأطباء: وقفت على حالات وأمراض ميؤوس من شفائها، لو استطعنا اكتشافها مبكرا لأمكن علاجها دون عناء ودون ألم..

حمانا الله وإياكم، وكتب الشفاء للمرضى.