انتقادات حادة ولاذعة وجهها مختصون ومحللون للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، واتهموها بالتقصير والفشل في تقييم الحالات المناخية، التي كان آخرها الحالة المناخية التي شهدتها منطقة عسير أول من أمس. كما استنكروا محاربة الهيئة لهواة الطقس وتهديدهم بالعقوبات والملاحقة القانونية، فيما رفضت هيئة الأرصاد اتهامها بالتقصير، وأكدت في بيان أصدرته أمس، أنها وفرت المعلومات عن الحالة الجوية التي تتأثر بها منطقة عسير. وشددت على أن معلوماتها كانت كافية، وزودت بها الجهات المختصة في وقت يسمح لها بالإعداد المبكر.
من الهاوي ومن الراسخ
وجه أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا في جامعة القصيم، رئيس لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة في السعودية الدكتور عبدالله المسند، سؤالا إلى هيئة الأرصاد وحماية البيئة قال فيه "بعد غرق أبها مَن الهاوي ومَن الراسخ؟". وأشار إلى أن الأرصاد تتوعد بملاحقة هواة الطقس ومجتهدي توقعات المناخ بالعقوبات، فتأتي أمطار أبها الغزيرة، ليتساءل المواطن: "من الهاوي ومن الراسخ؟".
تأخير التنبيهات
وصف الدكتور المسند في سياق تصريحه لـ"الوطن" البيان التوضيحي الذي نشرته الهيئة العامة للأرصاد بشأن أمطار أبها بـ"التبريري" و"المضلل للرأي العام"، متسائلا: كيف تُكتب التنبيهات المتقدمة في أول النهار، وأوسطه، ومن ثم ترسل بعد الكارثة ببضع ساعات "الساعة 10:21م"، فإذا كان التنبيه المتقدم رقم 14 وفقا للبيان التوضيحي كتب قبل الساعة الواحدة ظهر الثلاثاء 14 فبراير، والتنبيه المتقدم رقم 17 كتب قبل الساعة الخامسة عصرا في اليوم نفسه، ثم أرسلا عند الساعة 10:21م بعد غرق أبها، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: من الذي ركن التنبيهات في الأدراج، ولم يرسلها عبر حساب الأرصاد في "تويتر" إلا بعد وقوع الكارثة؟، وما الهدف من ذلك؟، هذا على افتراض أن التنبيهات كتبت فعلا قبل الكارثة. وطالب الدكتور المسند الجهات الرقابية بالتحقيق في تقصير الأرصاد المتكرر، وتضليلها للرأي العام، وتعريض حياة الناس للخطر وخاصة بشأن غرق أبها، وما سبقها من حالات مناخية حرجة فشلت الأرصاد في تنبيه الناس عنها.
الهواة يغطون فشل الهيئة
أكد محلل الطقس زياد الجهني، أن هواة الطقس مستعدون لتطوير الأرصاد لتصبح في المراكز المتقدمة بدون أي مميزات أو رواتب، موضحا أن الهواة الآن هم من يغطون فشل هيئة الأرصاد.
من جهته، وضع المهتم بالأرصاد والحالات المناخية أبوتميم النويصر استفتاء عبر حسابه في "تويتر"، سأل فيه مرتادي الموقع: هل ما زلتم تثقون بهيئة الأرصاد؟ وصوت 80% من أصل 1340 استجابوا للاستفتاء بأنهم لا يثقون بهيئة الأرصاد، فيما أجاب 20% منهم بنعم.
اتهام غير صحيح
وكانت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، توعدت بملاحقة هواة الطقس ومجتهدي توقعات المناخ على مواقع التواصل، من خلال نظام جديد لتنظيم عمل الأرصاد، يتضمن عقوبات على من يقدمونها دون ترخيص أو اختصاص. وأكدت أن الهدف من النظام هو الحد من التشويش وإطلاق المعلومات جزافا من جهات وأشخاص غير مسؤولين، تحدث البلبلة في المجتمع، معتبرة أن هواة الطقس ومقدمي التقارير المناخية عبر منصات التواصل الاجتماعي هدفهم الظهور الإعلامي دون تحمل تبعات أو مسؤوليات ما يقدمونه من معلومات مغلوطة، قد تكون لها انعكاسات سلبية اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا على المجتمع.
ونفت الهيئة عن نفسها تهمة التقصير في حالة أمطار أبها أول من أمس، مشددة في بيان نشرته أمس، أن ما تم تداوله في مواقع التواصل ووسائل الإعلام عن تقصيرها في التنبيه عن الحالة المناخية التي شهدتها منطقة عسير عار عن الصحة. وأكدت الهيئة أن المعلومات التي وفرتها عن الحالة الجوية التي تتأثر بها منطقة عسير كانت كافية وفي وقت زمني يسمح للجهات المختصة بالإعداد المبكر لها.
أبرز الاتهامات
01 التقصير
02 تأخير البيانات
03 تضليل الرأي العام
04 تعريض حياة الناس للخطر
05 التسبب في غرق أبها