تمارس ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح انتهاكات وحشية بحق الصحفيين اليمنيين المناهضين لها، منذ الانقلاب على السلطة الشرعية، ووصلت هذه الانتهاكات حد القتل والاغتيال. وأكد الأمين العام لنقابة الصحفيين محمد شبيطة، في تصريح إلى "الوطن" أن معظم العاملين في الحقل الإعلامي يتعرضون لممارسات وانتهاكات كبيرة، تتفاوت بين الاعتقال، والاحتجاز، والمطاردة، والاعتداء، والاختطاف، واقتحام مؤسسات صحفية، ومصادرة أخرى. وأضاف أن الانقلابيين حجبوا 40 موقعا إخباريا إلكترونيا ومحرك بحث، واستولوا على العديد من المؤسسات الصحفية، كما قاموا بإقصاء كثير من العناصر الإعلامية، وأوقفوا رواتب آخرين، مشيرا إلى حالات تعذيب وحشي يتعرض لها المعتقلون في سجون الانقلابيين. وأبدى شبيطة مخاوفه من التراجع المخيف للحريات الصحفية نتيجة تلك الممارسات، مؤكدا أن الانقلابيين منعوا 300 موظف من إذاعة صنعاء الرسمية عن ممارسة أعمالهم، إضافة إلى موظفي المؤسسات الإعلامية الأخرى، مثل صحيفة الثورة، ووكالة سبأ للأنباء، وتلفزيون اليمن، ما دفع عشرات الصحفيين للنزوح إلى قراهم، أو مغادرة اليمن.

 مضايقات وتشريد

أوضح الصحفي والمحلل السياسي أحمد الزرقة، أن الانقلابيين قاموا بطرد الصحفيين من وظائفهم وصادروا مستحقاتهم، وعينوا بدلاء عنهم من الموالين لهم، رغم أنهم لا يمتون للإعلام بأي صلة.

وقال إن 18 صحفيا قتلوا العام الماضي، فيما لا يزال 16 آخرون قيد الاعتقال في سجون الميليشيات منذ عامين، ويتعرضون لتعذيب كبير، مشيرا إلى أن الميليشيات تهدف من وراء هذه الانتهاكات إلى إسكات الأصوات الصحفية التي تحارب فسادهم، وتجابه أفكارهم الطائفية.

وكانت منظمة العفو الدولية قد وصفت في تقرير التعذيب الذي يتعرض له الصحفيون بأنه "وحشي"، وقالت إن المعتقلين أوقفوا بشكل تعسفي تحت تهديد السلاح، وأخضعوا لإخفاء قسري، فيما احتجز آخرون بشكل سري لفترات طويلة، وعانوا من التعذيب وأشكال أخرى من المعاملة السيئة، ومنعوا من التواصل مع محامين، أو مع عائلاتهم.



تعذيب وحشي

كشف شقيق الصحفي المعتقل عبدالخالق عمران، في تصريح إلى "الوطن" أن شقيقه و15 آخرين من زملائه يتعرضون يوميا لأشكال من التعذيب منذ اختطافهم قبل عامين، مبينا أن الانتهاكات تتنوع بين الاستجواب والتحقيق اليومي، والتعذيب الجسدي، والعنف النفسي، والضرب بأعقاب البنادق، ومنع الزيارة عنهم، والعزل في سجون انفرادية، والصعق الكهربائي، والتجويع والإهانة، إضافة إلى استخدامهم كدروع بشرية. وتابع أن العديد من المعتقلين الصحفيين أصيبوا بتسمم غذائي خلال العامين الماضيين، وأن الميليشيات منعت إسعافهم أو تقديم الخدمات الطبية اللازمة. وكشف أن المعتقلين يقبعون في زنازين مزدحمة وبالغة السوء من حيث النظافة ودرجة الحرارة، وأن الميليشيات تمنع عنهم الهواء النقي وأشعة الشمس والتغذية الجيدة، ولا تسمح لهم باستخدام الحمام إلا مرة واحدة في اليوم، كما تمنع عنهم زيارة ذويهم أو المنظمات الحقوقية والصحفية.



اغتيال الناشطين

اتهمت منظمات حقوقية الميليشيات باغتيال الصحفي الاستقصائي محمد العبسي، الذي توفي بصورة مفاجئة في 20 ديسمبر الماضي، بعد تناوله وجبة عشاء في أحد مطاعم صنعاء، نتيجة التسمم والاختناق بغاز أول أكسيد الكربون. ودعت منظمة "مراسلون بلا حدود"، إلى فتح تحقيق مستقل في الحادثة. ووصفت مديرة مكتب الشرق الأوسط للمنظمة، ألكسندرا الخازن، مقتل العبسي بأنه "جريمة قتل شنيعة".

 ونشط العبسي خلال الفترة التي سبقت وفاته في التحقيقات الصحفية عن القطاع النفطي، وكشف تورط الحوثيين والمخلوع صالح في عمليات فساد كبيرة في هذا القطاع.


أنواع التعذيب

التعذيب الجسدي


منع  الزيارات





العنف النفسي


الحبس الانفرادي


التجويع والإهانة

الصعق الكهربائي


الضرب بأعقاب البنادق


استخدامهم كدروع بشرية