أكد تقرير صادر عن صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية وجود حالات تمرد بين المقاتلين الأجانب في تنظيم داعش، وذلك وفقا لوثائق عثر عليها عقب استعادة الجانب الأيسر من مدينة الموصل، آخر معاقل التنظيم في العراق. واستند التقرير على الوثائق التي عثر عليها وعددها 114 ورقة، كتبت بخط اليد، أوضحت أن ناشطا بلجيكيا

ينتمي للتنظيم ادعى بوجود آلام مزمنة في ظهره للتهرب من المشاركة في العمليات القتالية، فيما ادعى مقاتل فرنسي آخر أنه يريد مغادرة العراق من أجل تنفيذ عمليات إرهابية في مسقط رأسه بفرنسا، بينما رفض رجلان من كوسوفو القتال بعد أن فرض عليهما التنظيم التوجه إلى سورية، بحجة وجود آلام في الرأس، واصفا أن هذه المحاولات تعتبر غير

مسبوقة بين عناصر التنظيم، وانتشرت مؤخرا في كتيبة "طارق بن زياد" التي تضم أشرس المقاتلين الأجانب.

بداية النهاية

قالت الصحيفة إن داعش نجح في المراحل الأولى من بدايته، في استقطاب آلاف المتطرفين الشباب وغيرهم من دول عربية وأجنبية، وذلك عقب الثقة الكبيرة التي انتابت مقاتليه بعد سيطرة التنظيم على حوالي ثلث مساحة العراق، فضلا عن المساحات الأخرى في سورية، إلا أن الهزائم التي مني بها التنظيم منذ انطلاق معركة تحرير الموصل، أجبرت

مقاتليه الصغار والأجانب وبعض القيادات الأخرى على التقاعس وترك القتال، باعتبار غياب زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي الطويل، الذي أثر على نفسيات المقاتلين. وتطرق التقرير بحسب المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، إلى أن فرنسا تعتبر من بين أكثر الدول الأوروبية المصدرة للدواعش منذ عام 2011 من إجمالي أربعة آلاف مواطن أوروبي غادروا

الاتحاد وانضموا لصفوف التنظيم، وذلك عقب الأحداث الثورية التي شهدتها الساحة السورية ضد نظام الأسد، فيما سجلت باريس انخفاضا حادا في أعداد مقاتليها الذاهبين للعراق وسورية في عام 2016 ، باستثناء عدد قليل يناهز 700 فرنسي بينهم 275 امرأة و 17 قاصرا.

أسباب التقهقر

بحسب خبراء سياسيين ومختصين تحدثوا للصحيفة، فإن تراجع الروح المعنوية لعناصر التنظيم المتشدد وخاصة بين المقاتلين الأجانب، جاء بسبب الخسائر التي يواجهونها  بشكل يومي في الموصل وغيرها، وهذا الشيء يعتبر خيبة أمل لأولئك المقاتلين الذين تركوا ديارهم وانضموا للتنظيم سعيا منهم إلى حدوث مفاجآت كبيرة وانتصارات وخوض تجارب حياتية

نادرة، مشيرين إلى أن مقاتلي التنظيم الأجانب أبدوا شراستهم وقوتهم في القتال خلال الفترات الأولى من عمر التنظيم، وما انخفاض الروح المعنوية لديهم، إلا علامة على رؤيتهم دلائل وبراهين تثبت فشل هذا التنظيم وفراغ أهدافه. وخلص التقرير إلى أن مسألة عودة المقاتلين الأجانب إلى أوطانهم، تختلف من دولة إلى أخرى، بين من يتقبل عودتهم أو يرفض

قبولهم، إلا أن خطر أولئك المقاتلين على بلدانهم الأصلية يبقى قائما ولا ينبغي  التقليل منه، باعتبار خطورتهم من مسألة حمل السلاح وزرع المفخخات والألغام، فضلا عن نواياهم السيئة تجاه حكوماتهم وما يسمى "بالخلايا النائمة".


خلفيات التمرد

الغياب الطويل لزعيم التنظيم


نقض قيادات بارزة بيعة البغدادي





انخفاض المعنويات بسبب الهزائم


ادعاء المرض تهربا من القتال


الرغبة في العودة للأوطان


افتعال الأعذار للهرب