قال عالم الآثار السويسري، شارل بونيه، إن "السودان لديه حضارة متنوعة تُعتبر من أعرق وأهم الحضارات في العالم، وغني بتاريخ مهم وعريق جدير بالدراسة والبحث والتحليل".

جاء ذلك خلال محاضرة قدَّمها بونيه أمس، وهو نائب رئيس البعثة السويسرية الفرنسية السودانية المشتركة، في مركز حوار الحضارات التابع لجامعة النيلين بالعاصمة الخرطوم، تحت عنوان: "مكانة حضارة كرمة وسط حضارات العالم القديم".

وأشار إلى أن "حضارة كرمة تُعد أول دولة سودانية مستقلة، وأقدم مدينة إفريقية، وأكبر مركز عمراني وحضري في إفريقيا جنوب الصحراء".



المملكة المصرية

أشار المحاضر  إلى أن "حفرياته الأثرية في منطقة كرمة (الديفوفة) أفضت إلى اكتشاف معابد في مملكتي نبتة ومروي، ومعابد تعود إلى فترة المملكة المصرية الحديثة، فضلًا عن الآثار التي خلفها تحتمس الأول والثاني والثالث، والآثار التي خلفها أخناتون وحتشبسوت". وأفاد بـ"وجود أدلة تُثبت أنه في حضارة كرمة، لدى محاربتها للغزو المصري، كان هناك تحالف ما بين كيانات الشعب السوداني المختلفة، وذلك يبرز ضرورة أهمية الاحتفاظ بهذه الآثار". ودعا بونيه إلى "ضرورة الحفاظ على الآثار من التعرية الميكانيكية وحركة الزوار، خاصة أنها مبنية من الطين الأخضر (اللبِن)".



المكانة الاجتماعية

قضى عالم الآثار السويسري شارل بونيه 43 سنة في التنقيب في السودان عن آثار الحضارة النوبية، وبالأخص آثار عاصمتها كرمة، وقدَّم الكثير من المعلومات والمعطيات المهمة عن بعض المعالم المجهولة. وأبحاثه في منطقة كرمة، بمثابة إعادة التنقيب في إحدى أكبر مقابر ما قبل التاريخ، والتي تحتوي على ما بين 20 إلى 30 ألف مقبرة في منطقة "الديفوفة" الشرقية.