كشفت مصادر ميدانية أن ميليشيات الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع، علي عبدالله صالح، شنت خلال اليومين الماضيين حملة اعتقالات عشوائية، طالت مئات المواطنين، بتهمة الانتماء إلى المقاومة الشعبية، مشيرة إلى أن الاعتقالات شملت بشكل خاص أبناء مناطق حيس والجراحي وبيت الفقيه والتحيتا، التي تقع بين المخا والحديدة، تخوفا من تقدم الجيش إلى هذه المناطق وإحساس الميليشيات بأنها ليست بيئة حاضنة لهم.
وأضافت المصادر أن حملة الاعتقالات بدأت قبل يومين في مدينة الحديدة، حيث تم توقيف 150 شخصا للاشتباه في تعاونهم مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وبحسب مراقبين فإن الميليشيات التي تعيش حالة من الرعب، وتواجه في الحديدة حالة تذمر شعبية واسعة ضدها، بعد أن حولت المحافظة إلى ساحة مواجهات عسكرية، عرضها للقصف الجوي من قبل طائرات التحالف وبوارجه البحرية، إضافة إلى الأزمة الإنسانية الفظيعة التي يعاني منها المواطنون، في ظل رفض الميليشيات صرف رواتب الموظفين لأكثر من ستة أشهر، إضافة إلى الارتفاع الكبير وغير المسبوق في أسعار السلع الاستهلاكية.
مواصلة التقدم
تزايدت هزائم الميليشيات الانقلابية أمام قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الوطني في معظم جبهات القتال، ففي جبهتي حرض - ميدي، وباب المندب – المخا، تلقت الميليشيات ضربات مؤلمة من القوات الموالية للشرعية، دفعتها إلى التراجع، كما يتزايد تقدم قوات الشرعية في جبهتي نهم وصرواح. وقالت المقاومة الشعبية في المخا إن قواتها أكملت السيطرة على كامل ميناء المخا، مضيفة في بيان أن التقدم نحو الحديدة سيتم في غضون الأسبوع الجاري.
وأضاف البيان أن قوات الشرعية تتمتع بروح معنوية عالية، لاسيما بعد الانتصارات المتلاحقة التي تحققها بصورة يومية، إضافة إلى انضمام المئات من شباب المخا لصفوف الثوار، وقيام دول التحالف العربي بتوفير كافة الأسلحة التي تحتاجها المقاومة.
مأساة طبية
وصلت أكثر من 100 جثة من الانقلابيين الذين قتلوا في المخا للمستشفى العسكري في محافظة الحديدة، خلال اليومين الماضيين. وقال مصدر طبي إن المستشفى يكتظ بعشرات الجرحى والمصابين من عناصر الميليشيات، لدرجة أنه يتم وضع مريضين أو ثلاثة على سرير واحد، وإن كادر الموجود بالمستشفى غير قادر على تقديم العلاج لهذه الأعداد الضخمة، في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية. ولمواجهة هذا الوضع أصدرت الميليشيات تعليمات لإدارة المستشفى بقصر تقديم الرعاية الطبية لجرحى العمليات، وعدم استقبال أي حالة مدنية، حتى لو كانت من الحالات الطارئة، مما يزيد معاناة السكان.