كلنا نتابع الأحداث الجارية منذ تسلم دونالد ترمب رئاسة أميركا، مظاهرات في الداخل، وخوف أصاب من حصلوا على "الفيزا" وتم منعهم من الدخول إلى أميركا، ودول تضامنت مع الممنوعين من الدخول وأخرى أعلنت حياديتها، ولكن في النهاية يجد بعض المتابعين القرار جائرا وعنصريا، والبعض الآخر يراه حرية وشأنا أميركيا لا يجوز التدخل فيه.
أنا مع القرار الأميركي على أن يشمل لبنانيين مسلمين ومسيحيين مؤيدين أو منتسبين أو متعاطفين مع حزب الله الإرهابي، فلا يمكن أن يتم منع السوريين من الوصول إلى أميركا، بينما يكون من المقبول دخول مؤيدين أو متعاطفين مع حزب الله القاتل فقط لأن جواز سفره لبناني.
المؤيدون والداعمون لتنظيم حزب الله الإرهابي يشكلون خطرا على أمن وسيادة الولايات المتحدة الأميركية، وأكثر من يخدم الإرهاب ويؤجج خلاياه في المنطقة، وأصبح من الواجب مواجهتهم بشكل حازم وحظر دخولهم إلى أميركا، فما الفرق بين تنظيم داعش وحزب الله؟ ولماذا يتم منع الأبرياء من دخول أميركا ويبقي النظام الأميركي على مؤيدي الحزب أحرارا بالدخول إلى أميركا؟
إذا أرادت الإدارة الأميركية الحفاظ على علاقات إيجابية مع المسلمين والعرب عليها أن تظهر مزيدا من التشدد باتجاه إيران وميليشياتها الإرهابية في المنطقة العربية من لبنان إلى العراق واليمن وسورية، والبدء بتطبيق قرارات تصعيدية عسكرية واقتصادية وسياسية بحقهم تحد من إرهابهم وتشددهم، وتتبع المؤسسات التي تدعمهم وتقدم لهم تمويلا يساندهم في عملياتهم الإرهابية ضد الشعب السوري والعراقي، مما تسبب بلجوئهم إلى دول العالم هربا من البطش والقتل والتشريد الذي أصابهم على يد هذه الميليشيات.
فخامة الرئيس ترمب.. إن السياسة الأميركية المتخاذلة في عهد باراك حسين أوباما هي المسبب الرئيسي لتشريد عشرات آلاف السوريين والعراقيين، فترك حزب الله وإيران يقتلون ويهجرون السوريين والعراقيين زاد من طلبات لجوئهم إلى الغرب، فهل يمكن لإدارتكم الجديدة أن تتشدد مع من يؤيد حزب الله ويتعاطف معه ومع إرهاب مجموعاته في سورية؟
علمت من مصادر في الإدارة الأميركية أن الأجهزة الأمنية الأميركية تستعد لاستقبال معلومات عن مؤيدين ومتعاطفين ومنتمين لحزب الله لمنعهم أيضا من الدخول إلى أميركا وملاحقة الموجودين في الداخل، وطردهم ومنع الحاصلين على الجرين كارد من التقدم للحصول على الجنسية الأميركية، فهذه الخطوة مهمة الآن والمطلوب من المقربين من بعض هؤلاء تقديم تقارير للأجهزة الأمنية الأميركية للبدء بملاحقتهم، ووضعهم على اللائحة السوداء للممنوعين من الحصول على الجنسية الأميركية.
وبعد اتصالي بالسيد توم حرب المقرب من إدارة الرئيس ترمب أكد أن الإخوان المسلمين واللوبي الإيراني يشعرون بغضب شديد لعدم وضع حظر ضد السعودية ودول الخليج من دخول أميركا، فكان الجواب الأميركي واضحا أن اللوبي الإيراني لم يعد له صلاحيات ولا قوة ضاغطة داخل الإدارة الأميركية بعد انتهاء إدارة أوباما.
ونفى السيد حرب أن يكون القرار الأميركي يمنع حاملي الجنسيات الأوروبية من أصول تعود للدول السبع من دخول الولايات المتحدة، واعتبر أن هناك تهويلا بسبب موقف الإعلام الأميركي من ترمب نفسه، وأن معظم الأخبار المتداولة غير صحيحة بشأن قرار الحظر، وقال إن من يحملون الجرين كارد سيتوجب عليهم زيارة السفارات الأميركية في بلدانهم لإعادة التحقيق معهم، لأنه وبحسب أجهزة الاستخبارات فإن عددا منهم حصلوا عليها دون تحقيقات كافية بخلفياتهم.
وأضاف السيد حرب أن وضع إيران على قائمة الممنوعين من دخول أميركا هو انتصار أولي للمنطقة العربية على إرهاب وتدخلات طهران في الشؤون العربية، ودعمها الإرهاب في اليمن وسورية والعراق ولبنان والبحرين.
إذاً، وفي النهاية أعتقد ليس من الخطأ إعطاء ترمب فرصة لمواجهة إيران والتنظيمات الإرهابية، وحظر الدخول العشوائي إلى أميركا، والتسبب بعمليات إرهابية تزيد من التحريض على الإسلام والمسلمين بعد كل اعتداء داخل الولايات المتحدة الأميركية.