قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس: إن أشخاصا من الخوارج ساروا على درب أسلافهم، فإذا حدثت حادثة أسرعوا إلى الشبكات العنكبوتية ومواقع التواصل التي تضرم نار الأراجيف وتتولى كبرها وتشعلها، وكم من حدث لو حصل لدفن في مهده لولا استغلال المرجفين لهذه المواقع في أسوأ ما وجدت له في صور من التهويل والمبالغات الممقوتة، ينشرون مقالات عوراء طائشة يسوقون بها الدهماء إلى مجهلة ومهلكة ومفسدة، همهم إيقاظ الشر وإيقاظ الفتن وإيقاع الخصومة بين الناس، ينشرون الأخبار الكاذبة ويروجون الإشاعات المغرضة، دون تمحيص أو روية، كحال أسلافهم إذا أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به إن يسمعوا هفوة طاروا بها فرحا وما علموا من صالح كتموا.


أمجاد وحضارات

تساءل السديس في خطبة الجمعة أمس، كم تجنوا على أبرياء وأشعلوا نار الفتنة بين الأصفياء، وكم نالوا من رموز وعلماء وعظماء، وكم هدمت الأراجيف من وشائج وتسببت في جرائم وتفككت من أواصر وعلاقات وحطمت من أمجاد وحضارات، وكم دمرت من أسر وبيوت وأهلكت من حواضر ومجتمعات ينفخون في الهينات ويضخمون الهينات.


 أدوات شيطانية

أضاف إمام وخطيب المسجد الحرام: إنهم يرتكزون في حمأة الجهل الوبيل وتستهويهم عبارات التهويل، فيجعلون من الحبة قبة، ومن الذرة جملا، ومن النملة فيلا، يخطؤون في قراءة الأحداث فيلبسون على الخلق والناس نكاية، قائلا: إن فيكم لسماعون لهم فالمرجفون وحدهم لا يحركون ساكنا ما لم يجدوا بين الصفوف لهم أعوانا وبين المسلمين من أهل السذاجة من ينقل كلامهم ويروج أفكارهم مع ما ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الإرجاف والمرجفين صنائع استخباراتية وأدوات شيطانية يقف وراءها أجندات مشبوهة وأيدلوجيات تخدم أعداء الإسلام وتنطوي تحت تنظيمات إرهابية وميليشيات طائفية بدعوى الخلافة المزعومة والجهاد الموهوم، تسعى إلى تفكيك الأوطان والتشكيك في الأديان وتمس المبادئ والثوابت والأصول وتفرز نسوخا من الهوية والفكر والثقافة الأصيلة، تعمل على زعزعة الأمن وخلخلة النسيج الاجتماعي المتميز.

 





 دوافع شائنة

أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن عشرات الوسائل الإعلامية والقنوات الفضائية والشبكات المعلوماتية تتولى نشر الأخبار الكاذبة والأراجيف المغرضة والحملات الإعلامية المحمومة في صور الإرهاب النفسي، مشيرا إلى أن التحطيم المعنوي له دوافعه الشائنة وأغراضه المشبوهة ضد عقيدة الأمة ومثلها وثوابتها وقيمها، ومؤكدا أنها ألغام معنوية وقنابل موقوتة وخناجر مسمومة ورصاصات طائشة وأسلحة دمار نفسية ليثبط العزائم وينشر اليأس والقنوط بين أبناء هذه الأمة.

 


 فئات جانحة

دعا السديس علماء الأمة لبيان ضلال هذه الفئات الجانحة عن الرشد وشناعة فعلهم، وقال هذا ديدن أهل العلم على مر الزمان، والجميع مطالب بالقضاء على هذه الظاهرة كل في مجاله التي لها آثارها المدمرة ضد أمن الأمة واستقرار الأوطان والمجتمعات. وحث الشيخ السديس الشباب على التثبت والتبين والتروي معتصمين بالكتاب والسنة على منهج سلف الأمة، ومراجعة أهل العلم الموثوقين في دقيق الأمور وجليلها.