انتشر تسجيل بين الطلاب المبتعثين يشرح الأسئلة التي قد يتلقاها الطالب من رجال الحدود الأميركيين تبعاً للإجراءات الجديدة التي وقعها ترمب في أول أسبوع عمل له كرئيس للولايات المتحدة الأميركية.
صاحب التسجيل كان يطالب الطلاب بأن يجيبوا عن أسئلة مثل: هل تؤمن بوجوب الحكم بالشريعة، وأيضاً نصحهم بتغيير آرائهم حول الشذوذ وتنفيذ الحدود بالسيف إلخ.
أتساءل هل لو كان هذا التحقيق صحيحا هل يظن الأميركيون أنه سيكون مجديا، وسيكشف مباشرة الإرهابي من غيره؟
إذا كان ذلك ما سيحدث فعلاً فالأميركان يثبتون ما يشاع عنهم حول مسألة الغباء، لأن لديهم ذكريات سابقة مع إرهابيين لم يكونوا يبدون مسلمين أبداً، فأهم اسم في جريمة 11 سبتمبر زياد جراح قائد الطائرة التي كان هدفها مبنى الكونجرس كان يشرب الخمر ليلياً في بار في حيه، كما قال عنه جيرانه الأميركيون، ولديه صديقة تركية كان يراسلها من جهاز الكومبيوتر، والذي عثر عليه لاحقاً في منزله. بل محمد عطا نفسه مهندس العملية لم يكن ملتحيا، وقصد أن يبدو شابا مصريا عاديا وكل الغلمان الخليجيين الذين عملوا معهم.
إن من البديهيات أن يحرص الإرهابي المؤدلج على أن يكون بعيدا عن الشكوك، وأهمها اللحية والحجاب وأي مظهر إسلامي، ولو عرضت عليه هذه الأسئلة فسيجيب عليها بامتياز، فما أسهل عليهم قول خلاف ما يعتقدون.
على كل حال رغم أن الشاب الذي أرسل التسجيل، ولا أعرف اسمه، يبدو مهتما بوضع الطلاب السعوديين، إلا أنه ارتكب جريمة بتشجيعه على الكذب، وأرجو ألا يكون متواجدا في أميركا لأن الوصول إليه سيكون سهلا جداً.
إن الأفضل لنا كمسلمين ليس الكذب بخصوص عقيدتنا وفكرنا، بل تحرير هذه العقيدة والفكر من التشدد لإيجاد نقطة وسط نلتقي فيها مع الإنسانية جمعاء، ثم نقنعهم هم باحترامها بالثبات عليها والتشرف بها ليس ادعاء خلافها.
أما أميركا فإن إجبار الناس على الكذب بخصوص قناعاتهم فليس شيئا تفخر به، بل سيشجع على الكراهية ضدها وضد مصالحها، لذا عليها التفكير ألف مرة قبل طرح مثل هذه الأسئلة.