علق مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية على الإصدار المرئي الذي أصدره تنظيم "داعش" الإرهابي تحت عنوان "فقاتلوا أئمة الكفر" والذي هاجم علماء المسلمين ودعا أنصاره إلى استهدافهم وقتلهم متى سنحت لهم الفرصة، وذلك باعتبارهم كفارا موالين للطواغيت ومناصرين لأعداء الأمة، حيث قال المرصد: إن التنظيم الإرهابي يوقن أن علماء الأمة هم حائط الصد الأول في الدفاع عن الإسلام وفضح تزييف الجماعات المتطرفة للنصوص المقدسة من القرآن والسنة، وبالتالي هم الهدف الأول لهذه الجماعات والتيارات التي تسعى إلى نشر التطرف والعنف والقضاء على كل معاني الأمن والسلام في الإسلام. وكانت ما تسمى "ولاية الخير" التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي نشرت إصدارا جديدا يهاجم علماء المسلمين ويتهمهم بالكفر والتدليس على المسلمين وتضليلهم.

وقال المرصد، إن هذا الإصدار يحمل العديد من الدلالات المهمة، منها إدراك "داعش" لدور العلماء ورجال الدين المسلمين في مواجهة حملات التضليل والتشويه التي يقوم بها التنظيم الإرهابي، ومتابعته للمواقف القوية لعلماء المسلمين في مواجهة الجماعات التكفيرية وفتاويها المضللة، التي فضحت الكثير من الدعاية المضللة والهدامة التي تنشرها الجماعات الإرهابية تحت دعاوى دينية، وكشفت زيفها ونبهت جموع المسلمين من الانسياق وراءها أو الانخداع بها، وهو دور مهم ومحوري في مواجهة الجماعات التكفيرية، ما دفع تلك الجماعات إلى استهداف العلماء وحث أتباعهم على اغتيالهم بشتى السبل الممكنة.

ولفت المرصد إلى أن مقطع الفيديو يكشف عن جهل "داعش"، وقلة العلم والفهم لدى أنصاره، حيث يرد الفيديو على من يتهم التنظيم بالجهل وقلة العلم، بذكر الآية الكريمة (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ)، أي أن الجهاد بمعنى القتال هو السبيل الوحيد للهداية إلى الحق، دون طلب للعلم أو معرفة بالعلوم الشرعية والدينية، وهو جوهر مشكلة هذا التنظيم ومن على شاكلته، حيث يعتبرون أن الإسلام مرادف للقتال، وأن القتال وحده هو السبيل إلى الهداية والسبيل القويم للجنة، وبالتالي فمن يرجو الهداية فعليه بالقتال والانضمام إلى تلك الفئة التي تعيث في الأرض فسادا.