كشفت مصادر مسؤولة في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، عن توجه واشنطن لإدراج الحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية.

ويأتي هذا التوجه في أعقاب التوتر القائم بين البلدين، منذ إقدام طهران على استفزاز المجتمع الدولي بالتجربة الصاروخية، بعيد استلام ترمب لمهامه، في 20 يناير الماضي، حيث شدد من لهجته تجاه النظام الإيراني عقب التجربة، إضافة إلى إقدام المتمردين الحوثيين على استهداف فرقاطة سعودية، وهي الحادثة التي أكد البيت الأبيض أنها تأتي بتوجيه وتنفيذ إيراني، وكانت تستهدف سفينة أميركية في اليمن.

وأشارت المصادر إلى أن الإدارة لا تزال تستشير عددا من الوكالات الأميركية حول هذه الخطوة، والتي ستكون ضمن سلسلة الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الجديدة، بعد أن فرضت عقوبات على كيانات وأفراد مرتبطين بفيلق القدس التابع للحرس الثوري. وبحسب خبراء، فإن الحرس الثوري يعتبر الكيان الأمني الأقوى في إيران، على الإطلاق، بسبب هيمنته على القطاعات الحيوية في الدولة مثل الاقتصاد والسياسة والأمن وغيرها، فضلا عن إدارته للميليشيات العسكرية التي تقاتل بالوكالة ضمن دول عربية متعددة.

كما يرجح مراقبون آخرون أن خطوة التصنيف قد تحدث صراعا مباشرا بين مصالح واشنطن وطهران في العراق، حيث تستخدم الأخيرة ميليشيات طائفية تعمل لمصلحتها، بتوجيه من الحرس الثوري، بعد أن تم إدراجها في الجيش العراقي باسم "الحشد الشعبي".


تاريخ التصنيف

أدرجت الولايات المتحدة عشرات الكيانات والأشخاص على القوائم السوداء بسبب ارتباطهم بالحرس الثوري الإيراني، حيث صنفت وزارة الخزانة الأميركية في عام 2007 فيلق القدس التابع للحرس الثوري والمسؤول عن العمليات  العسكرية الخارجية كجماعة إرهابية بتهمة دعم الإرهاب، وأكدت حينها الوزارة أن الميليشيا تعتبر ذراع إيران الأساسية لتحريك الجماعات والكيانات الإرهابية في المنطقة، فيما لو تم تصنيف كامل منظمة الحرس الثوري الإيراني في القوائم السوداء، فإن ذلك سيكون له تداعيات انعاكسية، ربما تؤثر على الاتفاق النووي المبرم مع إيران في عام 2015. وتتزامن هذه التحركات الأميركية، مع تهديدات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، التي اطلقها مؤخرا وتوعد الحكومة الأميركية بالرد الحاسم غدا، تزامنا مع ذكرى ما يسمى بـ"عيد الثورة".