قالت صحيفة "فايننشال تايمز"، إن انهيار عمارة مؤخرا وسط طهران، كشف العديد من الصراعات الخفية في إيران، وأظهرت التنافس بين الأحزاب والقيادات المقربة من السلطة الحاكمة، لتشويه الطرف الآخر، وكسب طرق أقرب للوصول إلى الطموحات السياسية. وكشف التقرير الذي أعدته الصحفية نجمة بوزرغمهر، أن مأساة حريق بلاسكو الذي حدثت الشهر الماضي، وقتل فيها 30 رجل إطفاء، صدمت قطاعا كبيرا من الإيرانيين، وارتفعت على إثره دعوات باستقالة كثير من رموز النظام، وأبرزهم عمدة طهران، محمد باقر قليباف، الذي اتهم بسوء الإدارة والفساد والتغاضي عن سوء حالة معظم عقارات المدينة المتهالكة التي تعود إلى منتصف القرن الماضي. وأوضح التقرير أن قليباف تم استدعاؤه أمام البرلمان الإيراني، الأسبوع الماضي، ونفى كل التهم الموجهة ضده، مدعيا وجود متشددين داخل أجهزة الدولة يريدون الإطاحة به، لدوافع سياسية تتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة، التي يسعى الرئيس الحالي روحاني إلى التمسك بها مهما كلفه الأمر، مشيرا إلى أن الإصلاحيين باتوا يلعبون أدوارا متعددة عبر الشبكات الاجتماعية، لاستغلال حادثة بلاسكو لأغراض سياسية بحتة. وتطرق التقرير إلى وجود جماعات متشددة داخل النظام، والحرس الثوري، والنظام القضائي، ورجال الدين المحافظين، تخطط لإعلان مرشحيها في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أمام طموحات روحاني، بيد أنهم يتحفظون على تلك الأسماء المرشحة لحين إعلانها في الوقت المناسب. كما أبان التقرير أن جميع الأطراف في إيران، من بينهم الإصلاحيون والمتشددون، يسعون إلى تشويه مرشحي الطرف الآخر للانتخابات الرئاسية، حتى قبل موعدها بيوم واحد، إذ يهاجم المتشددون روحاني، لأنه سمح للغرب بتنازل إيران عن عدة أولويات في الاتفاق النووي، وباتوا ينبشون في تهم فساد شقيقه ومستشاريه أيضا، ويعرضونها على وسائل الإعلام.