في الوقت الذي أعادت "الشيلات" الإنشادية زمن الفن الشعبي والتغني ببعض كلماته بطابع مختلف عما كان عليه في السابق، اختفى "الغناء الشعبي" سوى ما تبثه بعض القنوات الخليجية والعربية من حفلات شعبية ومقاطع مرئية أو صوتية لفنانين خليجيين أو سعوديين استقروا في بعض الخليج العربي، والبعض الآخر أوقفوا نشاطهم الفني "الشعبي" لعدة أسباب، منها عزوف الفنان نفسه وشعوره برفض اجتماعي له، وأخرى من مؤسسات الإنتاج الفنية التي تقلصت مكاسبها مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، ومنع المشاركة في المهرجانات والاحتفالات الرسمية، وإهماله رغم وجود أقرانه ضمن الفعاليات.


توجه ذكي

فيما استقطبت قطر بعض الفنانين والشعراء الشعبيين السعوديين منهم "عزازي" وفهد الفوزان، حيث استقرا في قطر حاليا، ووفرت لهم أماكن لعرض إنتاجهم مثل مسرح الريان و"سوق واقف"، إضافة إلى عمل فعاليات لهم ولقاءات إعلامية وجماهيرية أو مهرجانات غنائية، اعتبر رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون في السعودية سلطان البازعي، اهتمام وسائل الإعلام الرسمية في بعض دول الجوار بالتسجيل للفنان الشعبي السعودي وإذاعة إنتاجه،كان سببا لهجرة بعضهم إلى تلك الدول.

وأضاف البازعي "هذا بدون شك توجه ذكي من هذه الوسائل لكسب الجمهور السعودي العريض، والجانب الآخر يتعلق بإقامة الحفلات العامة، وهذه المسألة نرى أنها في طريقها للمعالجة مع قيام الهيئة العامة للترفيه، وما ينتظر منها من إصدار التنظيمات الخاصة بإقامة الحفلات الموسيقية، وفيما يتعلق بدور الجمعية فإنها ترحب بالتأكيد بجميع الفنانين، وأبوابها مفتوحة لهم وستقوم بمساعدتهم بالقدر الذي تستطيع".


تناقض

رغم توقف عدد من الفنانين الشعبيين في السعودية مثل "فتى القصيم" و"فتى رحيمة" وعبدالرحمن السعيد وعبدالله الصريخ ومزعل فرحان وسعد جمعة ونواف منيف وغيرهم العديد منذ سنوات عن الإنتاج، وتراجع تسجيل الفنانين الشعبيين للنسخ الأصلية، إلا أن جمعية الثقافة والفنون تنفي الركود الحالي، وقال سلطان البازعي لـ"الوطن": "لا أعتقد أن هناك ركودا بالمعنى المطلق، فما زال الفنانون الشعبيون يقدمون إنتاجهم لجمهورهم عبر مختلف الوسائل".

 





تراجع مشترك

أضاف فتى القصيم "الفنانون الشعبيون في السعودية أبدعوا في التعاون بينهم، وعاشوا فترة ازدهار في الثمانينيات والتسعينات، بينما تراجعوا مع تراجع مؤسسات الإنتاج"، واصفا "الشيلات" بأنها "ليست إلا محاكاة للفن الشعبي". وقال "ليس هناك الآن ما يسمى بالفن الشعبي السعودي".

 


لا تعليق

فضلت هيئة الترفيه عدم التعليق على تساؤلات "الوطن" حول الفن الشعبي، حيث لم يعلق رئيس الهيئة أحمد الخطيب في اتصال هاتفي مع "الوطن" عن مدى اهتمام الهيئة بالغناء الشعبي الذي ما زال له جمهوره.


سبب الاختفاء

عزا الفنان الشعبي المعروف بـ"فتى القصيم" -المتوقف عن الغناء منذ 9 سنوات- في اتصال مع "الوطن" سبب الاختفاء عن الساحة إلى مؤسسات الإنتاج التي تخلت عنهم، بحسب تعبيره، بعد أن أصبح "اليوتيوب" يحمّل النسخة لحظة دخولها السوق ومنها تنتشر على ذاكرة التخزين، وبرامج التواصل الاجتماعي التي سهلت حصول الجماهير عليها بدون مقابل وبدون أن تحصل المؤسسة على رأسمالها أيضا، ولم يتبق سوى الجلسات الخاصة "التي لا توكل عيش"، بل قد يخسر الفنان من حسابه الخاص، وكذلك الحفلات الخليجية في دول الجوار كقطر والإمارات والكويت هي الداعم الوحيد للفن الشعبي والفنانين (كما قال).