بدأ موقع "فيسبوك" هذا الأسبوع أول تجربة لإجراءات جديدة تتصدى للأخبار الوهمية والقصص الكاذبة، للمرة الأولى خارج الولايات المتحدة.

لقد كانت ألمانيا أول دولة اختارت فيها شركة وسائل التواصل الاجتماعية طرح مرشحات تسمح للمستخدمين بالإبلاغ عن التقارير الكاذبة التي ترسلها إلى طرف ثالث ليتفحص حقيقتها، فإذا تبيّن أن القصة كاذبة سيضع موقع فيسبوك علامة تحذّر المستخدمين الذين يرغبون في المشاركة في القصة. 

ومنذ إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة كانت هناك مخاوف وقلق متزايد في ألمانيا بأن تتعرض انتخاباتها البرلمانية، المقرر عقدها في وقت لاحق هذا العام، إلى قرصنة أو تضليل قد يؤثر في الانتخابات.

حذّرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من الأخطار المحتملة الناتجة عن حملات تقوم بتنسيقها روسيا، في حين تشير تقارير موثوق بها إلى أنه قد تم بالفعل نشر العديد من المقالات الإخبارية الملفقة والمضللة التي تستهدف سياسات حكومتها، إلى جانب قصص معادية للاجئين والإسلام.

مدى فاعلية هذه المبادرة الجديدة ستظل باقية إلى أن نرى حال ما ستفعله خدمات الشركة غير الربحية التي لن يتم دفع أجر لها من فيسبوك.

لا تزال شركات وسائل التواصل الاجتماعي مصممة على مقاومة تحمل المسؤولية المباشرة عن محتوى نشر وتوزيع برامجها، وتسعى إلى الحفاظ على مستوى التمييز بين الخدمات التي تقدمها من نشر أو بث تقليدي.

هناك ضغوط متزايدة، خاصة في ألمانيا، حيث اقترح وزير العدل هايكو مابس، أنه يجب على فيسبوك أن يتعامل على أنه شركة إعلامية، مما يجعلها مسؤولة عن محتوى الأخبار الوهمية أو قصص الكراهية التي تُنشر وتُبث من موقع فيسبوك، في حين أن البرلمانيين في ألمانيا يقترحون قانونا يفرض غرامات عقابية على شركات وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تستجيب بصورة سريعة للشكاوى.

الاتجاه العام واضح، وهو أن فيسبوك وغيره من مواقع الخدمات الإلكترونية سيكافح بقوة لفرض عقوبات على المواقع التي تفشل في التصدي للأخبار الكاذبة، ولكن المشرِّعين قد نفد صبرهم من رفض قبول أن القوة الهائلة التي تمارس الآن يجب أن تصاحبها مسؤوليات مهمة من المجتمع المدني. 

وعلى الرغم من أن ألمانيا تتخذ حاليا زمام المبادرة، إلا أن تداعيات هذه القضايا تتجاوز الحدود، ولذا يجب أن تصبح موضوع نقاش دوليا، على الأقل في أيرلندا، حيث يوجد المقر الأوروبي لمعظم هذه الشركات.


صحيفة (ذا آيرش تايمز) – الأيرلندية