وبكل تأكيد، أنا من خارج المنظومة الرياضية تماماً، وعندما أكتب عنها اليوم فلا شيء سوى الاستدلال بها وبما يحدث فيها من باب المثال على هشاشة التركيبة الإدارية في كل مناحي إداراتنا ووزاراتنا المختلفة. باختصار يدخل إلى صلب الموضوع: نحن نقوم بتغيير الوزير لكننا أيضاً نرميه مكبلاً في دائرة الحرس القديم من وكلائه ونوابه ورؤساء أركان وزارته الذين يمضي الزمن ببعضهم بين عدة وزراء متعاقبين وهم لا زالوا في مناصبهم العتيدة. نحن نقوم بتغيير سعادة المدير العام ولكننا أيضاً نرميه مقيد اليدين تحت رحمة الطواقم القديمة التي رمت من قبل بعدة مديري عموم سابقين إلى دوائر النسيان وقاموس الفشل. باختصار آخر: نحن مع تغيير الوزير أو المدير لا نشبه إلا مصانع المياه التي فاحت روائح منتجها ثم تكدست على أرفف البقالات فلجأ صاحب المصنع إلى الحل السحري بتغيير شكل ولون القارورة ولكنه لم يفعل شيئاً لتغيير الماء الآسن داخل العلبة. صاحب الكرسي الأعلى ليس بأكثر من هذه القارورة في كل وزارة أو إدارة أو هيئة.
ما هو المثال الرياضي إذاً: مطلع هذا الشهر احتفى الوسط الرياضي بثاني انتخابات ديمقراطية نزيهة شفافة. استقبل الوسط الرياضي عادل عزت بدلاً من أحمد عيد لكننا في الأسبوع نفسه، لم نلحظ في الصورة الجماعية الجديدة تغييراً ما بين الإدارتين والمجلسين سوى الشيء المضحك الذي نشاهده في بعض مسابقات التسلية عبر السؤال: اكتشف الفارق ما بين الصورتين في ظرف دقيقة. خرج أحمد عيد من الباب الواسع وعادت كل طواقم المجلس القديم ولجان الاتحاد قبل أن يقفل أبو رضا الباب نفسه. والنتيجة أن الرئيس الجديد القادم بكل إخلاص وحماس إلى التغيير سقط مع أول امتحان أو أسقطه الحرس القديم بكل صفاقة في قضية حارس المنتخب. يجاهد الحرس القديم في هذه القصة المجلجلة وكأنهم لا زالوا يعيشون في زمن الحمام الزاجل. نسوا أن وعي المجتمع أصبح اليوم متطورا بفضل تويتر وفيسبوك ومنظومة الواتساب. نسوا أن المعلومة أمام الجمهور أصبحت مثل دورة الشمس التي يعرف الجميع موعد شروقها بالثانية. كان لدى الإداري الجديد على رأس الهرم فرصة نظامية للتغيير ولكنه أفلتها من بين يديه. سمو الأمير عبدالله بن مساعد: وأنت على رأس الهرم نحن لا نعيش عصر الحمام الزاجل. أخشى عليك من هم المسمار الأعلى في نعش مشروعك الشبابي.