في مذكرات ستيف جوبز يذكر أن معلمته "لموجين هيل" كانت تعامله كشخص مميز، وأنه لولاها لانتهى به المطاف في السجن.
في الحقيقة أن هذا الأسلوب الذي اعتمدته "لموجين" اعتمده صلى الله عليه وسلم مع الصحابة، حيث ورد عن أكثر من صحابي أنه صلى الله عليه وسلم كان يفتقدهم إذا غابوا ويبتدرهم بالسؤال بعد الفجر عن أحوالهم، ويقف على المنبر ناظرا كل وجه من وجوههم، مشعرا كل شخص منهم بأنه الأهم لديه، مراعيا فروقهم الفردية في الجهاد وفي الحكمة.
هكذا تصنع المتميزين من طلابك، وهو أن تجد كمعلم ما يميز هذا الطالب وتجعله يلمسه بيديه ثم تذكره دائما بالهدية التي منحه الله إياها، وتوصيه بتعهد موهبته وقدراته، وهذا ليس صعبا على المعلم الذي تمتلئ روحه بحب مهنته، ويعرف قيمتها وقدرتها على استخراج الأفضل من هؤلاء الصغار.
ألم كبير عشناه ونحن نشاهد المقطع القصير لفصل نوف، والذي تعمدت المعلمة فيه ألا تشمل كاميرا جوالها نوف التي لمحناها تجلس وحيدة بائسة ثم سمعنا صوتها الباكي غير المدرك بسبب تصرف المعلمة وهذا الإقصاء المؤلم على قلب صغيرة خصائص مرحلتها تجعلها لا تعي لماذا لا يشملها هذا الاحتفال.
ما هو أعلى هو من أبسط المعلومات عن خصائص المرحلة السنية التي تعيشها نوف، والتي جهلتها معلمتها وعشرات المعلمين الذين تسابقوا للدفاع عنها في السوشيال ميديا، بحجج واهية، خرجت بالموضوع من سياقه، فالبعض ظن أن المعترضين على تصرف المعلمة يريدون منها منح الطالبة شهادة نجاح في الوقت الاعتراض كان على التجاهل في الحفل المصور، والذي هو مؤشر على خطورة الأسلوب الذي تتعامل معه المعلمة مع تلميذاتها، ونوف هي فقط رأس جبل الجليد.
على كل حال في هذه القضية تكشف لنا جميعا عدم قدرة الوزارة نفسها على التعامل مع مثل هذه القضايا، فلقد تحولت بقدرة قادر إدارة التعليم إلى متهم يبحث عن أدلة لبراءته ليظهرها فلم يتوان المسؤولون فيها عن نشر نتيجة نوف على الملأ، وهذا خرق لحقوقها كتلميذة وحقوق أسرتها، فالمفترض ألا تكشف فيه نتائجها لغير أمها وأبيها، مما يجرنا إلى سؤال: هل المشرفون في الإدارة التعليمية في حائل تربويون ويعون واجبهم تجاه طالبة مثل نوف؟
إن الشق أكبر من الرقعة يا وزارة التعليم، فليس لديكم مشكلة في معلمة تجهل خصائص مرحلة الطفولة وتعليمات الوزارة بخصوص تصوير ما يجري في الفصول، بل لديكم إدارة تعليم تشهر بنتائج طلابها.
دعوني أقول هنا إن مجلس الوزراء سبق أن وافق على رخصة المعلم، وعمل رجال ونساء على إنجازها حتى اكتملت، لكن بحسب ما علمت الوزارة تؤخر تطبيقها وهي الحل لهذا الشق العظيم والمؤذي الذي تعانيه الوزارة وإداراتها التعليمية ومعلموها.