قال تقرير لمركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية إن جلسة مجمع تشخيص مصلحة النظام، التي تعقد اليوم، ستقرر جلوس إمام جمعة طهران المؤقّت محمد علي موحدي كرماني ذي 85 عاما، للمرة الأولى على الكرسي الذي ظل علي أكبر هاشمي رفسنجاني يجلس عليه منذ إنشاء هذا المجمع إلى حين وفاته في يناير الماضي. مضيفا أن رئاسة هيئة أمناء جامعة "آزادي"، التي انتخب مستشار خامنئي، علي أكبر ولايتي رئيسا لها، جاءت بعد تداول عدة أسماء، من بينها رئيس لجنة الفصل بين السلطات الثلاث، محمود هاشمي شاهرودي، وإمام جمعة قم المؤقت، إبراهيم أميني، إلى جانب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وعلي أكبر ناطق نوري. وأكد التقرير أن من أبرز إنجازات كرماني في خدمة النظام الإيراني، تحويل قاعدة "خاتم الأنبياء" التابعة للحرس الثوري إلى واحدة من أكبر شركات المقاولات في إيران، وذلك بعدما كانت مجرّد شركة صغيرة تساهم في تنفيذ مشروعات عمرانية، في وقت ظل فيه ممثلا عن الولي الفقيه في الحرس الثوري طيلة 14 عاما منذ عام 1992.




صلات متشعبة

قال التقرير إن كرماني عرف بأنه ملازم لرفسنجاني منذ الصغر وحتى بعد قيام ثورة الخميني، حيث التحق بالحوزة العلمية في مدينة قم، قبل أن يغادرها ويتجه إلى مدينة النجف العراقية عام 1957، ويمارس حياته السياسية بعد اندلاع نشاط الخميني ضد حكومة بهلوي. وبحسب المصادر المقربة منه، كان كرماني من أوائل المؤسسين لتشكيل مجمع يعنى برجال الدين المناضلين، ضم مرتضى مطهري وهاشمي رفسنجاني، ومهدوي كني، ومحمد جواد باهنر، وتولى مسؤولية إيجاد صلات بين النواة الأولية لمجمع "الرجال المناضلين" مع الخميني، وعبر زياراته المتعددة إلى النجف كان يطلع الخميني - الذي كان منفيا في العراق - على خطط المجمع، وإيصال توصياته إلى زملائه، قبل أن يتولى مسؤولية تنظيم رجال الدين في شرق طهران منذ عام 1977، مع تأسيس مجمع رجال الدين المناضلين برفقة محمد إمامي كاشاني.




مناصب كرماني

أوضح التقرير أن الأوساط الإيرانية تلقب كرماني بـ"شيخ الأصوليين"، حيث إن كرماني كان يدعم القائد العام السابق للحرس الثوري، وغريم أحمدي نجاد في انتخابات 2009، محسن رضائي، إلى جانب أنه واحد من أشد منتقدي السياسة الخارجية لحكومة حسن روحاني الحالية. وأضاف التقرير أن العلاقة بين رفسنجاني وكرماني كان يشوبها الكثير من الغموض، حيث إن الأخير حل محل الأول عند إبعاده عن إمامة الجمعة في طهران، وخلفه في مجمع رجال الدين المناضلين، وهو الآن يستعد للجلوس مكانه في رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام.

وأشار التقرير إلى أن من نقاط التلاقي بين الطرفين، هو دعم كرماني لرفسنجاني في قائمة المجمع في انتخابات مجلس خبراء القيادة، وذلك بعد اعتراض عدد من رجال الدين المؤثرين في مجمع مدرسي حوزة قم الذي يتولى كرماني أمانته.