توضح بعض صور الحرب في العراق الترحيب بخروج "تنظيم داعش" من الموصل، خاصة صور الأطفال وهم يرفعون أياديهم مشيرين بعلامة النصر (V) أمام جنود الجيش العراقي خلال عملية التحرير المستمرة للموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق.

وتحلى الجنود بالانضباط وتصرفوا بروح الوطنية لهزيمة المجموعة الإرهابية، ومساعدة السكان السُنة في المدينة، وإعادة توحيد العراق.

سيحتاج العراق إلى مزيد من أمثلة المصالحة بين الشيعة والسُنة في الوقت الذي تستعد فيه لإسقاط داعش، الذي احتل الموصل عام 2014، بشكل كامل. وبالنسبة لكثير من العراقيين، هناك ما يقرب من 14 فتنة طائفية أثارها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي أدى فقط إلى صعود هؤلاء الإرهابيين. وعلى الرغم من أن هناك هزيمة عسكرية أخرى (تنظيم القاعدة عام 2008)، إلا أن ذلك ليس كافيا. فيجب في مثل هذه الحالة ملء الفراغ السياسي الناجم عن المنافسة الدينية بهوية مشتركة، على أساس القيم المدنية المشتركة وانتشار السُلطة في ظل احتضان العراق للديمقراطية.

في الأسابيع الأخيرة، بذل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مجهودا للمصالحة الوطنية بين مختلف الميليشيات وتوحيدها لتعمل تحت قيادة الجيش العراقي في الوقت الذي يستعيد مدينة الموصل. ولقد كان جهد حيدر العبادي تحت أعين مكتب الأمم المتحدة في العراق، فضلا عن الدبلوماسيين الأجانب الآخرين. وفي الوقت نفسه، ساعدت الولايات المتحدة وحلفاؤها في إعادة بناء الجيش العراقي في المجال المهني.

لا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به لتبديد انعدام الثقة بين السُنة والشيعة، وكذلك مع الأكراد في الشمال. وفي مجلس النواب العراقي، بدأت الانقسامات القديمة تنهار، وربما يتم التوصل إلى حلول وسطى بشأن قضايا مهمة، مثل التوزيع العادل للثروة النفطية.

وحتى بعد هزيمته في مدينة الموصل، فإن داعش لا يزال يُشكل هاجسا وتهديدا باستخدامه الانتحاريين في مختلف المناطق. ولكن هذا النوع من التهديد والعنف يمكن التغلب عليه عن طريق المصالحة السياسية والاجتماعية بين العراقيين أنفسهم.

وبحلول موعد انتخابات مجلس النواب العراقي المقبلة التي ستجري في عام 2018، قد يكون للعراق أحزاب سياسية رئيسية تنهي الانقسامات الطائفية الدينية، وقد يكون ذلك عملا يستحق رفع علامة النصر.


صحيفة (كريستيان سيىانس مونيتور) – الأميركية