كشفت وثيقة حصلت عليها "الوطن" سياسة الولاءات التي كان يتبعها المخلوع، علي عبدالله صالح، خلال فترة حكمه، في اختياره للملتحقين بالجيش، وهي سياسة تخالف الأعراف والقوانين المحلية والدولية المنظمة لعمل الجيوش الوطنية، والتي تكون مهمتها الأولى حماية الشعوب والأوطان، بعيدا عن تحقيق المصالح الخاصة، مؤكدا أن الجيش اليمني إبان حكم المخلوع صالح، تم بناؤه وفق أسس مناطقية وقبلية، تجمع بين فكر تنظيم القاعدة، وفكر الحركة الحوثية حاليا، تمهيدا لإعداد ودمج الجنود والقياديين في إحدى الحركات الموالية كمشروع بديل حال حدوث انقلابات عسكرية أو ثورات ضد النخبة الحاكمة.
مبادئ مغلوطة
قال مصدر مطلع - رفض الكشف عن هويته - إن صرف الجيش اليمني عن مهامه المشروعة والزج به في سياسة العمالة للأفراد والقيادات بدلا عن الوطن، أديا إلى إضعافه وعجزت الدولة عن هيكلته، بدليل سهولة اندماج الميليشيات الحوثية فيه، بسبب وجود قاعدة مشتركة بينها وبين أتباع المخلوع، في القتال تحت رايات عقائدية مشبوهة، بعيدا عن الوطن والشعب، بعدما تلم تلقينها لهم في المعسكرات، مضيفا أن الوثيقة التي صدرت عام 2009 تعود إلى دائرة التوجيه المعنوي التابعة لوزارة الدفاع اليمنية، وعليها ما يشير إلى محدودية تداولها، مما يؤكد أنها كانت بأيدي قلة من كبار الضباط والقياديين في عهد المخلوع، لافتا إلى أن الوثيقة تم العثور عليها بين بقايا مقتنيات المنزل الذي غادره القيادي من الحرس الجمهوري بشكل مفاجئ.
تشابه الأساليب
أبان المصدر أن الحوثي استغل الفوضى السياسية والعسكرية في البلاد، ليزج بميليشياته داخل كتائب الجيش الذي طوعه المخلوع صالح لخدمته، وبات يستخدم شعارات دينية مضللة لتخدير أتباعه وإرغامهم على القتال في الجبهات، وذلك رغم الخسائر العسكرية التي يتكبدوها على أيدي القوات الموالية للشرعية.
وأشار المصدر إلى أن المخلوع كان يخطط لمواجهة أي تحرك عسكري ضده بالقتال تحت مسمى "الجهاد"، وهو الفكر المشابه لفكر المتمردين الحوثيين، حتى إنه أنشأ عددا من الميليشيات غير النظامية لتدعيم ألوية الجيش ضد أي حركة مشبوهة، بدليل وقوع عدد من الألوية العسكرية التابعة للحرس الجمهوري في أيدي الميليشيات الحوثية، وتسهيل سيطرة الانقلابيين على العاصمة والمدن الكبرى، إضافة إلى فتح مخازن الأسلحة والذخائر، مبينا أن سياسة زرع الأحقاد بين الناس والقبائل هي أول مخططات المخلوع واتباعه، للسيطرة على أكبر عدد من الموالين.