وصف الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، محمد علي الحسيني، حزب الله بأنه «مقاول»، وأن انتماء الحزب المذهبي إلى إيران على حساب الانتماء العربي «خيانة عظمى»، مشيرا إلى أنه بات عنصر تفرقة بين اللبنانيين. وكشف الحسيني في حواره مع «الوطن» أنه تم سحب كثير من المقاتلين من سورية إلى الداخل اللبناني. وقال عن حسن نصر الله، إنه أشبه ما يكون بـ"القائم بالأعمال الإيرانية في الدول العربية"، وإن بشار الأسد ليس أكثر من أداة تستخدمها طهران، وستتخلى عنها بعد استنفاد مهامها.
وصف الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، محمد علي الحسيني، حزب الله بأنه "مقاول"، مضيفا في حواره مع "الوطن" أن "حزب الله تحول من مقاومة تدافع عن الأراضي اللبنانية إلى مقاولة تستعمل عند الطلب"، فيما اعتبر تنظيم داعش "شركة مساهمة لعدة دول"، لتنفيذ مشاريعها، مؤكداً أن ولاية الفقيه شبيهة تماما بتنظيم داعش، كما أن هذه الولاية المزعومة تستخدم "داعش" لتحقيق المشروع الإيراني.
وكشف الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي أن حزب الله بدأ بسحب عناصر كثيرة من تنظيمه، لإخراجهم من سورية، استعداداً للمرحلة المقبلة، ولإيجاد مناطق آمنة قبل البدء بعملية عسكرية لإسقاط الأسد وإخراج كل التنظيمات الإرهابية، مؤكداً أن لديه معلومات خاصة تؤكد أن العملية بدأت مرحلتها السياسية، ومن المنتظر أن تتولى دولة كبرى الشق العسكري منها. إضافة للكثير مما تجدونه بين سطور الحوار التالي:
تداخل الاختصاصات
كيف تقيمون دور الهيئات الإسلامية، سنية وشيعية، في إيجاد توازن داخلي في لبنان، يحفظ الدولة من ارتدادات الأزمة السورية؟
أغلب الهيئات الرسمية في لبنان مقصرة نوعاً ما في هذا الاتجاه، ويمكن القول بأن التنظير شيء والتطبيق الفعلي شيء آخر، وذلك يعود للتسلط السياسي الأكثر على الهيئات الدينية وبالتالي تكون غير مستقلة نوعاً ما، ومن هنا يأتي التقصير. فلو كانت هذه الهيئات أو الجمعيات مستقلة عن الأطراف السياسية، لكان لها الدور الأكثر فاعلية، خصوصا فيما يحدث اليوم بين سورية ولبنان.
علاقات طبيعية
كيف قرأتم أول زيارة للرئيس اللبناني الجديد إلى المملكة، وما تفسيرات ذلك في الداخل اللبناني؟
لو لم يزر الرئيس عون المملكة لقلنا إن هذا خارج عن المألوف، ومن الطبيعي أن يزور المملكة كأولوية، لأنها الشقيق الأكبر للبنان، والأصل أن تكون العلاقة بين البلدين قوية متينة. وما نقوله اليوم أن للمملكة الفضل على لبنان من خلال وقف الحرب الأهلية، وكان لاتفاق الطائف دور أساسي في ذلك. ولولا الجهود التي تبذلها السعودية لتغيرت هوية لبنان وانتمائه العربي، لكنه كان وسيبقى عربيا.
تعني أن لبنان بعد تجاوزه مرحلة الفراغ الرئاسي يجب أن يعود إلى حضنه العربي؟
نعم، ويجب علينا المحافظة على اتفاق الطائف، لأن هناك دولا إقليمية تريد أن تنهي هذا الاتفاق وتسقطه؛ لكن المملكة واجهت كل تلك المساعي.
عامل تفرقة
ألا توافقون على أن حزب الله يساهم بشكل أو بآخر في شق الصف اللبناني الداخلي؟
نعم، هو عنصر سلبي وعامل تفرقة داخل لبنان، وهذا ما لا نريده. فانتماء حزب الله إلى دولة خارجية هو خيانة عظمى وليست مجرد خلق للتفرقة والفتنة. وهذا ما نرفضه، ونؤكد أنه لا بد أن نكون موالين لأوطاننا.
ما هي ضمانات عدم ارتداد سلاح حزب الله للداخل اللبناني بعد تسوية الأزمة السورية؟
حزب الله يملك السلاح قبل الذهاب إلى سورية، وبدون مبالغة هو يملك من العتاد والرجال ما يفوق حجم الجيش اللبناني، ليس بالضرورة أن يقوم حزب الله بأي عمل عكسي مسلح في الداخل اللبناني، إذ إنه سيطر على مكامن الدولة، وله وزراء في الحكومة، ونواب في البرلمان، فلا داعي لاستعمال السلاح.
قرارات على ورق
حزب الله له حضوره السياسي في لبنان، لكنه في المقابل يصنف على أنه تنظيم إرهابي، هل هذا الأمر يشوه حقيقة لبنان؟
هذا كلام لم يطبق، لو كان يطبق لكانت هناك جدية في اتخاذ الإجراءات، وإلا كيف تفسر بأن حزب متهم بالإرهاب ويوصف بأن له أعمال إرهابية وهو في داخل البرلمان، ولديه كتلة كبيرة ويمثل فئة من الشعب، وكذلك لديه حضوره ووزراؤه في مجلس الوزراء، فإذا قلت إن هذا الحزب إرهابي وتنطبق عليه قوانين مواجهة الإرهاب من كل النواحي، وبالتالي لا تتعامل الدول التي تصنفه على أنه إرهابي مع الحكومة اللبنانية ما دام برلمانها يضم كتلة تنتمى للإرهاب.
مجرد أدوات
ما هو موقفكم من بشار الأسد؟
هو ليس رجل حرب ولا رجل يدافع عن بلده، هو أداة يتم استغلالها ضمن إطار مشروع سياسي معروف الغايات، وعندما ينتهي دوره سيذهب كمن سبقه من المسؤولين السوريين، وقريبا سيزول هذا النظام قطعاً. وحزب الله أيضا يستخدم كأداة، وهو وغيره يعرفون أنهم أدوات، ونقول لهم عودوا إلى أوطانكم.
ما رؤيتكم لحل الأزمة السورية؟
الأزمة السورية حاليا وصلت لمفترق طرق، بعد العمل على إيجاد مناطق آمنة، وعلمت أن حزب الله بدأ بسحب جزء من قواته من سورية، استباقا لعملية عسكرية منظمة لإسقاط نظام الأسد في دمشق وإخراج كافة المنظمات والمليشيات من سورية.
مزاعم باطلة
ما رأيك بمن يرى أن تنظيم داعش نشأ كردة فعل على ميليشيات شيعية في المنطقة؟
داعش هي شركة مساهمة لعدة دول، تقوم بتنفيذ مشاريعها، ولعل نظام ولاية الفقيه جزء من هذه الجهات التي تستخدم داعش في مناطق عدة، والأسد ودول أخرى تستخدم داعش أيضاً. وكما تدعي طهران أن نظام ولاية الفقيه يريد أن يحقق الإمامة عند الشيعة ونحن براء منهم، كذلك داعش يتشدق بسعيه لإقامة الخلافة، وأهل السنة بريئون من ذلك. فلا يمكن أن نقول أنها ردة فعل أبداً.
مواصلة التدخل
قال حسن نصر الله ذات يوم "إذا احتاجنا الحشد الشعبي في العراق فلن نتردد في الذهاب للمشاركة في مواجهة داعش، أليس ذلك بوابة أخرى لحصد مزيد من أرواح الشباب اللبناني، وتوريط الدولة بأزمات هي في غنى عنها؟
أقر حسن نصر الله بسقوط قادة من حزبه في العراق. واليوم حزب الله يمكن أن نسميه بـ "القائم بالأعمال الإيرانية في الدول العربية". ونحن شهدنا بأن لحزب الله دورا في اليمن، وأنهم يدربون بعض اليمنيين على تنفيذ هجمات ضد المملكة.