عندما تتجول في شوارع مدننا، تلاحظ كثيرا من السيارات الصغيرة والقديمة عليها عبارات مثل: "ما شاء الله، اذكر الله، توكلت على الله".

مُلاك هذه السيارات يحبون الخير لأنفسهم ولغيرهم، ويحتسبون الأجر بقلوبهم الطاهرة خلال تذكير الناس بالله في الشارع.

ولكن ماذا لو أعطيت مالك هذه السيارة الصغيرة أو القديمة سيارة ألمانية فارهة جديدة؟ هل سيضع الملصق نفسه عليها؟ لماذا لا نجد هذه العبارات على السيارات الفخمة والثمينة؟ هل هناك علاقة عكسية بين الثراء والتدين؟

صدام حسين، ذلك الرئيس الجبار القوي المتعجرف، والذي كان السيجار الكوبي دائما في يده، عندما ألقي القبض عليه وخلال محاكمته أطلق لحيته واستبدل السيجار بالقرآن الذي أصبح لا يفارق يده، وارتفع عنده الوازع الديني.

ماذا لو استطاع الهرب وتمكن من استعادة عرشه الذي ضاع، هل سيبقى بهيئته نفسها التي ظهر بها خلال محاكمته؟ هل سيكون القرآن ملازما يديه أم يعود إلى سيجاره الكوبي مرة أخرى؟

ما الذي يجعل الشخص إذا أصيب بداء السكري يذهب إلى الطبيب ويأخذ علاجا للسكر، وإذا أصيب بمرض خطير ليس له علاج يتوجه إلى شيخ يقرأ عليه؟

إذا كان حقا يؤمن بقدرات هذا الشيخ، فلماذا لا يتوقف عن أخذ دواء السكري ويذهب إليه ليرقيه؟

ماذا لو توصل الطب الحديث إلى علاج مرضه المستعصي، هل سيذهب إلى الشيخ أم إلى المستشفى؟

الحديث هنا عام ومطلق، أعرف يقينا أن هناك استثناءات تخالف بعض الأمثلة التي ذكرتها، ولكنها تبقى مجرد تساؤلات، وتساؤلات مشروعة.