تسببت القيود التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على تأشيرات الدخول واللاجئين من سبع دول غالبية سكانها من المسلمين الجمعة الماضي، في حالة من الاستنفار في كبار الشركات التكنولوجية مثل أبل، وفيسبوك، وجوجل، ومايكروسوفت، وذلك من أجل حماية موظفيهم وتسجيل معارضتهم للبيت الأبيض.

وقالت مجلة بوليتيكو الأميركية، في تقرير لها، إنه بعد أن وقع ترمب على قراره بيوم واحد، قال الرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك، لموظفيه في رسالة إلكترونية إنه قد استمع إلى مخاوفهم. وأضاف "إنها سياسة لا ندعمها".

وقال كوك، الذي زار واشنطن هذا الأسبوع واجتمع مع كبار مساعدي ترمب، إنه قد استغل الفرصة في زيارته كي يؤكد أن "شركة أبل تؤمن بشكل كبير بأهمية الهجرة، لكُلٍّ من شركتنا ومستقبل بلادنا".


جوجل مستاءة

في وقت مبكر من ذلك اليوم، قال الرئيس التنفيذي لشركة، جوجل، ساندر بيتشاي، في رسالة إلكترونية لموظفيه إنه "مُستاء من الآثار المترتبة من هذا الأمر، وأي اقتراحات قد تفرض التقييدات على موظفي شركة جوجل وأسرهم".


الخيارات القانونية

ذكرت شركة فيسبوك عن طريق المتحدثة الرسمية "إننا نعمل على تقييم الأثر على القوى العاملة، وسنحدد أفضل طريقة لحماية موظفينا وأسرهم من أي تأثيرات سلبية".

وذكرت مايكروسوفت أنها تبحث خياراتها القانونية من أجل مساعدة الموظفين المتضررين من هذه السياسة الجديدة الذي منعت مؤقتا قبول لاجئين جدد إلى الولايات المتحدة، ومنعت اللاجئين من سورية إلى أجل غير مسمى، وعلقت دخول مواطني عدة دول ذات الأغلبية المسلمة.





الموظفون المتضررون

قالت المجلة، إنه في حالة جوجل، سيتضرر على الأقل 187 موظفا من هذه التقييدات الجديدة، كما قال بيتشاي في رسالته. ومايكروسوفت على علم بـ76 موظفا "الذين هم مواطنون من هذه الدول ويمتلكون تأشيرات دخول للولايات المتحدة"، كما كتب مدير الشركة براد سميث في رسالة إلكترونية إلى موظفيه السبت الماضي.

وأضاف سميث: "أنه هو والرئيس التنفيذي ساتيا نادالا، سيتناقشان أكثر بخصوص هذه القضية مع موظفي مايكروسوفت في الأسبوع المقبل. ولم تشارك فيسبوك رقما محددا، فيما قال كوك "يوجد موظفون في أبل متضررين بشكل مباشر من قرار الهجرة" دون أن يحدد رقما معينا.


القوى العاملة العالمية

لاقت قرارات ترمب انتقادات لاذعة هذا الأسبوع من جماعات حقوق الإنسان ودعاة إصلاح أوضاع الهجرة، وشكلت تحديا على الشركات التكنولوجية التي تعتمد على القوى العاملة العالمية، وعادة ما تقوم بتوظيف المهندسين الأجانب، وذلك عن طريق برامج الهجرة الحكومية عالية المهارات.

منذ سنوات والشركات التكنولوجية تطالب بالسماح لها بتوظيف موظفين أجانب أكثر، وهي مبادرة ترأسها كبار سيليكون فالي مثل فيها الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرج، الذي أطلق مؤسسة المبادرة مجموعة الضغط FWD.us، وذلك من أجل المطالبة بإصلاح أوضاع الهجرة.

وفي يوم الجمعة قام زوكربيرج بنشر ملاحظة على فيسبوك، مؤكدا على مخاوفه حيال خطة ترمب. وقال إن على الحكومة الأميركية أن "تركز على الناس الذين بالفعل يشكلون خطرا"، والحث على السياسات التي "تجعل من أبوابنا مفتوحة للاجئين ومن هم بحاجة للمساعدة". وقد انتقد سابقا خطط ترمب لبناء جدار فاصل على الحدود المكسيكية.

قال الرئيس التنفيذي لـ"أوبر" ترافيس كالانيك، لموظفيه في رسالة إلكترونية أرسلها السبت الماضي، إنه قد خطط للتحدث عن حقيقة أن "هذا المنع سيؤثر على العديد من الأبرياء" مع الرئيس أمس الإثنين، وهو اليوم الذي سيجتمعون فيه.


تصرف خبيث

قادة تكنولوجيون آخرون مثل الرئيس التنفيذي لشركة سلاك، ستيوارت بوترفيلد، والرئيس التنفيذي لشركة التخزين السحابي بوكس، وآرون ليفي اتخذا أهدافا أكثر دقة تجاه الرئيس ترمب وقراره التنفيذي.

مستشهدا بتغريدة عن أحد كبار مستشاري ترمب، كيليان كونواي. قال بوترفيلد: "إن أي تصرف بلا مبررات، فهو تصرف خبيث". وغرّد ليفي: "من جميع النواحي الأخلاقية والإنسانية والاقتصادية والمنطقية... إلخ، فإن هذا المنع خاطئ ومناقض تماما لمبادئ أميركا".


أمازون وإنتل

لا يزال عدد من كبار شركات التكنولوجية مثل أمازون، وآي بي إم، وإنتل، لم يعلقوا بخصوص هذا الموضوع بأي شيء. نصح مؤسس سبايس إكس، إليون ماسك، ترمب بخصوص نقطتين ركزتا على القضايا الاقتصادية، وامتنع عن التعليق.

وهذا الصمت أثار الجدل في سيليكون فالي بخصوص موقفه تجاه ترمب.