ممدوح العشي هو جراح تجميل شهير في جدة، عرض الأسبوع الماضي في سنابه قصة فتاة سعودية في العشرينات من العمر تعرضت لجراحة شفط دهون انتهت بمأساة فقدها يديها وإحدى قدميها.

الفتاة أخبرت بأنها أجرت الجراحة في عيادة خاصة في إحدى مدن المملكة، وبعدها شعرت بارتفاع في الحرارة وإغماء، لتستيقظ بعد أيام ليخبروها بأنها تعرضت لتسمم في الدم ترتب عليه التضحية بأطرافها لتعيش.

في الحقيقة إن تقديم دكتور تجميل مثل هذه الحالة في وسيلته للتواصل الاجتماعي يقدر للدكتور، خاصة أننا الآن نعيش فترة أصبحت عمليات التجميل حدثا اعتياديا في حياة النساء والرجال، ومثل هذه الحادثة هي جرس تنبيه كبير للجميع ليتوخوا الحذر وعدم المخاطرة بأجسادهم في سبيل جمال المظهر.

يقول الدكتور ممدوح إن قضية الفتاة لدى الجهات الرسمية، مما يبرز سؤال مهم أين وزارة الصحة قبل وقوع هذه الحادثة؟ وأين دورها من هذا الانتشار الكبير لعيادات التجميل، وغياب الوعي عند الكثير من أفراد المجتمع من أخطار هذه العمليات، خاصة تكميم المعدة وشفط الدهون؟

إن الأعداد التي نقرؤها في الإحصائيات التي تذكر عدد من أجروا جراحات شفط الدهون وتغيير مسار أو تكميم المعدة تخبر -ولا شك- بأن المجتمع يعاني من السمنة وهو غير راض عن مظهره.

إن هؤلاء يلجؤون إلى الجراحات التجميلية لإنقاذ شبابهم من وطأة السمنة التي نتجت عن عادات يتشاركها المجتمع كله، المتسبب بها الوزارات الخدمية التي لم تقم بدور يسهل على المواطن اكتساب عادات مثل الرياضة اليومية والاهتمام بالأكل الصحي.

ولو التفت إلى الموجود من الأندية الرياضية -وكلها خاصة- لوجدتها تعرض خدماتها بمبالغ هائلة لا تستطيع الأسرة تحمل فاتورتها، فينشأ الطفل بعيدا عن السباحة والرياضة بشكل عام.

أضف أن المراكز الصحية لا يوجد بها ممرض الأسرة الذي يساعد الأم في رفع وعيها عما تقدمه لأسرتها، أو ينبهها لخطورة ابتداء زيادة وزن أحد أفراد الأسرة أو هي شخصيا.

إن تقديم مثل هذه الخدمات ليس ترفا، بل حق للمواطن الذي ستتكفل الوزارة بعلاجه من السمنة وآثارها، وسيكون هذا العلاج بفاتورة أكبر تستهلك خدمات عيادات القلب والكلى والعظام... إلخ، فلماذا لا تدفع الفاتورة الأقل إذا كنت ستدفع على كل حال.