توقعت مجلة نيوزويك الأميركية أن يتراجع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بناء على نصائح عدد من مستشاريه، عن اتخاذ قرار نقل السفارة إلى القدس المحتلة، حسبما جاء في وعوده التي أطلقها خلال حملته الانتخابية. وقالت المجلة "من الواضح أن ترمب تراجع عن فكرة نقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس. وبدلا من تنفيذ تعهده هذا، فإن ترمب يسعى لتبني خطة أكثر طموحا، تتمثل في استئناف عملية سلام الشرق الأوسط الكبير". ونقلت المجلة عن السكرتير الصحفي لترمب، شون سبايسر، قوله إن نقل السفارة لن يحدث في وقت قريب. ومما زاد من احتمال تأجيل ترمب لوعوده أنه بعد ساعات من المحادثة الهاتفية التي جرت بيننه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، أكد مسؤولون إسرائيليون أن الرجلين لم يعطيا موضوع نقل السفارة كبير اهتمام.


إذكاء التطرف

أكدت المجلة أن خبراء في قضايا الأمن الوطني اجتمعوا بالرئيس ترمب، وطالبوه بتأجيل نقل السفارة، ووصفوا ذلك بالقرار الذكي، حتى لو لم يفكر ترمب في إطلاق مبادرة جديدة بشأن سلام الشرق الأوسط. كما نقلت عن آرون ديفد ميلر، الذي عمل مستشارا لستة وزراء خارجية أميركيين أن "المتشددين ودعاة التطرف سيستغلون نقل السفارة إذا ما حدث أيما استغلال، وسوف يعطي مبررات إضافية لتجنيد المقاتلين الجدد في تنظيم داعش، مما يهدد إمكانية نجاح ترمب في أولى المهام التي يركز عليها، وهي استئصال التنظيم المتطرف".

ورأت أن الخوف من ردة فعل إسلامية عنيفة هو ما يؤرق الزعماء الإسرائيليين، ونسبت المجلة إلى مصادر دبلوماسية أن بعض كبار معاوني نتنياهو الأمنيين نصحوا نظراءهم في البيت الأبيض سرا بأن نقل السفارة ليس من مصلحة إسرائيل، على الأقل في الوقت الراهن.


خطط بديلة

تابعت نيوزويك قائلة "بينما يعكف ترمب وفريق أمنه الوطني على تقييم إمكانية إطلاق مبادرة سلام في الشرق الأوسط، فإن المدافعين عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس لم يرفعوا الراية البيضاء بعد، فقد نشر المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، روبرت ساتلوف، الموالي لإسرائيل، في الآونة الأخيرة خطة مفصلة يقول إنها ستساعد في المضي قدما على نقل السفارة دون إثارة احتجاجات الفلسطينيين. واقترح إقامة مقر مؤقت للسفارة في القدس الغربية، بينما يجري بناء سفارة جديدة، على أن تشدد إدارة ترمب على أن عملية النقل لن تؤدي إلى وأد مطالبة الفلسطينيين بالقدس الشرقية التي يمكن حلها بالمفاوضات".