من الطبيعي أن يجتهد الباعة منذ قديم الأزل في التربح عن طريق "العروض الموسمية والتخفيضات الصيفية والتنزيلات الشتوية"، وباقي الشعارات التي تستخدم لتحريك المبيعات في دول العالم خلال فترات الركود.

ولكن ما يدعو إلى الدهشة في أسواقنا المحلية، هو انتشار موضة "الضمانات طويلة الأجل" التي تراها في معظم الأسواق والمحلات.

فما إن تسأل البائع، الذي يجعلك دائم الشعور بأنه مظلوم وخسران وسيدفع فرق الخصم من جيبه، عن سلعة معينة حتى يصيح مفاخرا بأعلى صوته كي يسمع الجيران "ضمان عشر سنوات يا سيد!"، ثم يعطيك ابتسامة ثقة بالنفس يظهر من ورائها "سن ذهب" متأكسدة من عوامل تعرية الكذب اليومي.

ثم تبدأ سلسلة الأيمان حتى تندم على الساعة التي دخلت فيها المحل ووقفت بين يديه.

والمدهش أن بيّاعي الشوارع والبسطات الذين لا نعرف لهم عنوانا "كل يوم في موقع إستراتيجي جديد حسب جدول مفتشي البلدية المتسرب"، حتى تلك الفئة من البياعين تعلموا موضة "ضمان عشر سنوات يا سيد!".

فبمجرد أن تسأله عن "لعبة صينية تريد شراءها لأطفالك"، تجد فيها مسجلا صوتيا بدعاء "لبيك اللهم لبيك"، والتي أصبحت موضة جديدة في معظم لعب الأطفال. تنافس موضة "ضمان الـ10 سنوات". المصيبة أن الصينيين سرقوا "شريط تلبية الحج"، وصاروا يضعونه في كل لعبة حتى في "مسدسات الأطفال"، والتي فاجأني بها ابني الصغير، حين أتاني وفي يده رشاش يشع أنوارا "ملبيا مكبرا" يتقرب إلى الله بدمائي بعد حملة التحريض الممنهجة ضد بعض الكتاب والصحفيين!.