تتغير الأزمنة وتتجدد باستمرار، والذي يلحظ حركة التاريخ العربي المعاصر، يجد أنه يتغير باستمرار بتغير مواقف الدول الكبرى ومصالحها في المنطقة حلقة مستديرة من التغيرات والأحداث السياسية والاقتصادية التي تعصف بالواقع العربي الحديث. وفي ظل هذا الواقع وضغط العولمة الذي يمر بمنطقتنا العربية، فإنه لا بد أن يكون للعرب خطاب سياسي مختلف عن سابقه يتفق وتحديات العصر وظروفه الاقتصادية المتباينة.
الأحلاف الجديدة في المنطقة تجعل من الصعب التكيف والتأقلم مع الواقع بنظرة قاصرة تعيش في ظروف الماضي ولا تستشرف المستقبل، فالتحديات أكبر من الاحتمال، ولا يجوز أن يقف العرب موقف المتفرج على مصائب الشعوب المتتالية وأزماتها المعقدة، دون العمل بواقعية مع الأحداث بحلول جديدة وإصلاحات سياسية واقتصادية حديثة، تحقق مصالح الشعوب وتطلعاتها المستقبلية.
وحدة المصير وروابط الدم واللغة والدين والتاريخ تحتم علينا أن نتقدم بعمل يقوي روابط الوحدة العربية، ويدعم مؤسسات المجتمع المدني ويحمي مكتسبات الأوطان، مع التركيز على التعليم الذي ما يزال يدور في حلقة مفرغة من الجمود دون تحديث أو تغيير. منتهى مطالب المواطن العربي العادي تأمين صحي جيد، وتعليم حديث، وتخفيف رسوم الخدمات التي ما زالت تفرض رسوما باهظة دون تطوير أو فائدة ملموسة للمواطن.
ومن الخطوات القوية، خطوة الاتحاد الخليجي، والتي تحقق جزءا من تلك التطلعات للشعوب العربية، خصوصا المجتمع الخليجي الذي لا يمكن أن يكون بمنأى عن مخاض الثورات العربية وأطماع الغرب والشرق في المنطقة. ومن هنا، فعلينا أن نعيش بوعي للمرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة، وأن نعي أنه زمن مختلف يحتاج إلى خطاب مختلف.