تتوجه أنظار المجتمع اللبناني إلى وصول الوفد الوزاري السعودي إلى العاصمة اللبنانية بيروت، برئاسة وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، فيما ستعزز الزيارة من الجهود حول نجاح زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون إلى المملكة، والتي حققت نتائج إيجابية على كافة المستويات والأصعدة، إلى جانب الانفتاح اللبناني مع باقي دول الخليج العربي.
ويرى مراقبون أن الزيارة السعودية إلى بيروت ستدفع بعجلة التعاون بين البلدين إلى أعلى المستويات، وأهمها الجانب الاقتصادي والسياحي، في وقت يواجه فيه البلد أزمة سياسية واجتماعية خانقة تمثلت في التهديدات الإرهابية المتكررة، وأزمة اللاجئين السوريين التي أثقلت كاهل الاقتصاد الوطني.
انفراج العلاقات
أعرب عدد من المسؤولين اللبنانيين، عن ترحيبهم بزيارة الوفد السعودي، معتبرين أن هذه الزيارة من شأنها أن تسهم في زيادة التعاون بين البلدين ودفعها إلى أعلى المستويات، بالإضافة إلى تركيز المملكة جهودها من أجل إنجاح العامل الأمني والسياسي في لبنان، حتى يخرج من عنق الزجاجة التي يمر بها. من جانبه، أوضح المحلل السياسي يوسف دياب في تصريح إلى "الوطن"، أنه يجب الإقرار بوجود تموضعات سياسية واقتصادية جديدة، خصوصا بعد التقارب الذي أبداه رئيس الجمهورية ميشال عون نحو المملكة، بعد أن خصها بأول زيارة رسمية خارجية كرئيس للبلاد، في الوقت الذي تفاعلت فيه المملكة بإيجابية مع هذا الانفتاح، وقطعت كل الشائعات حول حدوث تباعد بين العلاقات الثنائية، تعزيزا لمفهوم المصالح العربية المشتركة.
الأخطاء الداخلية
يؤكد خبراء ومحللون في الشأن السياسي أن لبنان بات يستعيد عافيته السياسية والعودة إلى الحضن العربي، وذلك بعد التجاوزات التي أبداها عدد من القوى السياسية، نتيجة الفراغ السياسي القاتم الذي عانت منه البلاد، لافتين إلى أن معسكر فريق الثامن من آذار، التقطوا ذلك جليا فور انتخاب عون رئيسا للجمهورية، واقتنعوا أن لبنان دفع ثمنا باهظا جراء تحالف ميليشيا حزب الله مع النظام السوري وإقحام نفسه في القتال إلى جانبه في الحرب الدائرة داخل سورية، وأدى ذلك إلى حدوث صدع كبير في علاقة لبنان مع شركائه الإقليميين والدوليين، عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وانعكس ذلك على المواطن البسيط، في ارتفاع التضخم وغلاء المواد الأساسية، وحدوث هزات أمنية متفاوتة الخطورة.
ومن المتوقع أن يقوم رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون بزيارة إلى دولة مصر نهاية الشهر الجاري، لإجراء مباحثات مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي في ملفات عديدة، أبرزها تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتداعيات الحرب السورية على لبنان والمنطقة، وسبل إيجاد حل جذري لأزمة النازحين السوريين.