سمعت مؤخرا دعوات عديدة لدعم إقامة حوار بين المملكة العربية السعودية وإيران، بهدف الوصول إلى تسويات وحلول للمشاكل العالقة في المنطقة، وخصوصا في اليمن والعراق وسورية، والاستفادة من الحوار القائم بين روسيا وتركيا لهذا الغرض، رغم هذه الدعوات التي يعرفها الجاهل بحقيقة إيران ومخططاتها ومشاريعها للمنطقة إلا أنني أجد الحوار خيارا جيدا، ولكن لنكن واضحين هنا ونقولها بصراحة، لا يمكن لنا أن نحاور الملالي إلا بعد الخوض في مواجهة عسكرية معهم تنهي نفوذهم في اليمن تماما، كما تفعل المملكة العربية السعودية وقوات التحالف العربي.
لا يمكن لعاقل أن يجلس مع إيران على طاولة مفاوضات دون أن يحقق إنجازات عسكرية يفاوض على أساسها.
لقد رفض العرب أي مفاوضات سلام مع الجانب الإسرائيلي، لأنه لم يكن جادا ولم يلتزم بقرارات الجامعة العربية والمبادرة العربية للسلام التي حددت نقاطا مهمة للوصول إلى اتفاق بين الجانب العربي من جهة، والإسرائيلي من جهة أخرى، فكيف لنا اليوم أن نقبل حوارا وسلاما مع من تخطى الحدود وفاق الإسرائيلي نفسه بالأطماع لتصل قواته إلى حدود السعودية من الجنوب والشمال، وليقوم بدعم المتمردين في البحرين، والإرهابيين في اليمن والعراق، والتهجم على البعثات الدبلوماسية والتحريض بكافة الوسائل ضد المملكة العربية السعودية والدول العربية التي لم تقبل بالخضوع لنظام ولاية الفقيه.
لقد أثبتت التجارب والأيام أن النظام الإيراني لا يسعى إلى سلام مع جيرانه العرب، بل همه الأول والأخير استعادة أمجاد إمبراطورية بائدة، بعد أن حول الشباب العربي الشيعي إلى حطب ووقود لحربه الطائفية الغادرة، ليتحول هذا النظام بكافة فئاته السياسية والدينية والعسكرية إلى خطر فاق خطر الإسرائيلي نفسه، وأصبح من الواجب الاستعداد لمواجهة عسكرية معه تنهي أطماعه، وتحد من خطر مشروعه الطائفي الذي يبنيه عبر دعم تنظيمات وميليشيات إرهابية هنا وهناك.
لقد أعطت الدول العربية، وخصوصا المملكة العربية السعودية، إيران فرصا كثيرة للتقارب ونبذ الخلاف وإبعاد شبح الحرب الطائفية عن المنطقة، إلا أن إصرار خامنئي وحرسه الثوري عبر معاداة المسلمين والعرب جعله يخلف العهود ويعود في كل مرة إلى مشاريعه وخططه الإرهابية الساعية بشكل دائم إلى شق الصف الإسلامي، من أجل الوصول إلى أهداف ولاية الفقيه، وهي الأخطر على دولنا وأنظمتنا من بروتوكولات حكماء صهيون التي أرادت تدمير المسيحيين وغزو العالم، واعتمدت هذه الخطة على العنف والحِيَل والحروب والثورات، وارتكزت على التحديث الصناعي والرأسمالية لتثبيت السلطة اليهودية.
ورغم حديث المحللين أن هذه البروتوكولات غير صحيحة وغير موجودة أصلا رغم انتشارها على نطاق واسع بين 1902 و1920 إلا أنه لا يمكن إنكار أن كل ما تسعى إيران نفسها للوصول إليه اليوم هو أخطر بكثير من بروتوكولات حكماء صهيون، والفرق أن تلك أرادت إبادة المسيحية، بينما بروتوكولات خبثاء إيران تسعى إلى تدمير المجتمعات العربية وشيطنة المسلمين، والقضاء على الروابط التي تجمع أبناء المجتمعات العربية، مسلمين سنة وشيعة ومسيحيين.
إذا قرأتم بروتوكولات حكماء صهيون ستجدون أوجه التشابه الكثيرة بينها وبين مشاريع ولاية الفقيه وتصرفات وتدخلات إيران في المنطقة العربية والعالم، وهنا سأقوم بنشر عدة عناوين من البروتوكولات لعل البعض يحكمون بأنفسهم ويجدون أوجه الشبه بينها وبين ما تفعله إيران ووليها الفقيه، فمن محاولاتها دعم الميليشيات الإرهابية الشيعية بالسلاح إلى محاولة اغتيال أمير الكويت، واستهداف الحرم المكي والتفجيرات في الداخل السعودية واستهداف المدنيين والعسكريين الأجانب، بالإضافة إلى السعي الدائم إلى زعزعة أمن الجبهات الداخلية العربية، ودعم مجموعات تخدم مصالح الولي الفقيه، والتهديد الدائم بإشعال منطقة الخليج العربي، وتعطيل تصدير النفط عبره، وغيرها من الأعمال والتهديدات التي تطلقها إيران، وهنا أنشر لكم عناوين بعض بروتوكولات ما يسمى حكماء صهيون للمقارنة:
الفوضى والتحررية والثورات والحروب. السيطرة على الحكم والتعليم والصحافة. إسقاط الملكية والأرستقراطية. تدمير الدين والسيطرة على التجارة. تفريغ السياسة من مضمونها. السيطرة على الصناعة والزراعة. إشعال الحروب العالمية. تفريغ القوانين من مضامينها. تدمير الأخلاق ونشر العملاء. وضع الدساتير المهلهلة. السيطرة العالمية على النشر. تغييب وعي الجماهير. نشر الإلحاد والأدب المرضي. الانقلابات والخلايا السرية. إفساد التعليم. تحطيم السلطة الدينية. إشاعة التمرد. إغراق الدول في الديون. إغراق الدول بالقروض الداخلية. البطالة.
لا يمكن اليوم القيام بأي حوار مع الجانب الإيراني، وعليه فإن الخيار الأفضل اليوم هو المواجهة مع إيران، وهذا ما قام به الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي لم يقبل بأي شكل أن تتمادى إيران بمخططاتها في العالم العربي، ولم يقبل أن يقف متفرجا على هذه التدخلات فأطلق عاصفة الحزم ردا على الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران في اليمن، ووصلت في عهده العلاقات مع إيران إلى قطيعة كاملة ولن تعود هذه العلاقات إلا مع نظام إيراني لا يدعم الإرهاب في المنطقة، ويتوقف عن التدخلات بشؤون الدول وسياساتها.