أبدى وزراء طاقة في الدول الأعضاء في منظمة أوبك ومن خارجها خلال اجتماعهم في فيينا أمس، تفاؤلهم إزاء اتفاق خفض إنتاج النفط في الوقت الذي عقدت فيه اللجنة المكلفة بمتابعة الالتزام بالاتفاق أول اجتماعاتها، وانتهت باتفاق تام على آلية مراقبة الالتزام باتفاق خفض الإنتاج من خلال تشكيل لجنة تضم الكويت والجزائر وفنزويلا وروسيا وعمان.
وأبدى وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح رضاه وتفاؤله وأضاف: "كما قلت الأسواق هي السبيل لإعادة التوازن وهذا يحدث". وتابع "أن الالتزام بالاتفاق الذي ينص على بدء تخفيضات الإنتاج الشهر الجاري كان رائعا".
تخفيضات طوعية
أضاف الفالح: "عادة ما يرفع المنتجون من خارج أوبك إنتاجهم لتعويض أي خفض طوعي من أوبك. نرى الآن تخفيضات طوعية من الجانبين". مؤكدا أن كل الإجراءات التي أخذتها السعودية أثرت على سوق النفط بشكل إيجابي.
وكان الفالح صرح الأسبوع الماضي أن الإنتاج انخفض بواقع 1.5 مليون برميل يوميا بالفعل.
وقال أمس: "هناك 300 ألف برميل أخرى يوميا وعلى حد علمي هذا سيحدث"، مضيفا أنه يأمل أن يكون الالتزام بنسبة 100% في فبراير المقبل.
وأوضح الفالح أن الالتزام الكامل سينزل بالمخزونات العالمية قرب المتوسط في خمس سنوات في منتصف 2017، ما يقلص مخزونات النفط بنحو 300 مليون برميل.
وتابع "لا توجد مفاجآت فيما يتعلق بالعرض والطلب من مصادر أخرى، ولا يوجد سبب لأن نعلن فجأة في يناير الجاري عن الحاجة لخفض أكبر أو لفترة أطول".
مراقبة الالتزام
قال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق الذي يرأس اللجنة المكونة من خمسة أعضاء، إنها ستبحث الوسيلة الأمثل للالتزام ومستوى الالتزام المقبول.
وقال المرزوق "إن اجتماع أوبك مع المنتجين المستقلين انتهى باتفاق تام على آلية مراقبة الالتزام باتفاق خفض الإنتاج. وتضم اللجنة أيضا الجزائر وفنزويلا وروسيا وعمان".
والاتفاق الذي جرى التوصل إليه في العاشر من ديسمبر الماضي بين المنتجين من أعضاء أوبك والمنتجين من خارجها يعد الأول من نوعه منذ 2001.
النفط الصخري
قال وزير الطاقة القطري محمد السادة إن سوق النفط ستتوازن على الأرجح حتى مع زيادة منصات الحفر لاستخراج النفط الصخري، وذلك مع قيام المنتجين بتنفيذ التخفيضات المتفق عليها.
وأبلغ السادة الصحفيين "أعتقد أنه مع زيادة الطلب في نهاية المطاف فإن النفط الصخري سيجد من يأخذه بالكامل".
وقال السادة إن الطلب قوي حيث من المتوقع أن يتماشى النمو مع زيادة العام الماضي البالغة نحو 1.2 مليون برميل يوميا.
فنزويلا وروسيا
أما وزير النفط في فنزويلا نيلسون مارتن فقال للصحفيين، إن بلاده خفضت الإنتاج بما يزيد عن نصف الكمية المقررة وتبلغ 95 ألف برميل يوميا.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس، إن اتفاق المنتجين من أوبك ومن خارجها على خفض الإنتاج اعتبارا من هذا الشهر يثبت نجاحه ويحقق نتائج تفوق التوقعات.
وقال نوفاك "الاتفاق ناجح، وكل الدول تلتزم بالاتفاق، والنتائج تفوق التوقعات". وقال أيضا، "إنه راض عن مستوى الالتزام".
وفي كلمته في افتتاح الاجتماع قال نوفاك، إن عددا من الدول خفضت الإنتاج بأكثر مما تم الاتفاق عليه، مضيفا أن روسيا خفضت إنتاجها قبل الموعد المقرر.
وأشار نوفاك أن عملية المراقبة قد تشمل جمع بيانات عن صادرات النفط الخام والمنتجات المكررة.