فيما تنطلق اليوم مفاوضات أستانة، بين المعارضة السورية والنظام، كشفت مصادر مطلعة في الائتلاف الوطني السوري أن إيران لم تتوقف عن محاولات عقد الاجتماع، مشيرة إلى أنها سعت إلى تفخيخ المفاوضات بزيادة انتقاداتها للمعارضة المسلحة، وعندما لم تنجح تلك الخطة، لجأت إلى الإيعاز لحليفها الأسد بتصعيد القصف الجوي على مناطق الثوار، أملا في استفزازهم ودفعهم لمقاطعة الحضور. إلا أن تلك المحاولات فشلت أيضاً، وأضاف المصدر أنه يتوقع أن يمارس الوفد الحكومي مزيدا من التعنت خلال المفاوضات، لإفراغها من مضمونها ووضع حد للهدنة، ومن ثم استئناف القتال.

وكانت روسيا قد انتقدت - رسميا - محاولات طهران لعرقلة المفاوضات، وأشار الكرملين في بيان إلى أن موقف إيران المتعنت في رفض المشاركة الأميركية بالمفاوضات يزيد من تعقيد الأزمة السورية، وأنه لا يمكن حلها إلا بمشاركة واشنطن، كما حذر البيان من محاولات وضع العراقيل أمام المفاوضين. وبحسب مراقبين فإن هذا التحذير الروسي غير المسبوق، يؤكد خلافات البلدين، التي تفاقمت في الآونة الأخيرة، بسبب تباين مواقفهما، حول الخطط العسكرية والسياسية، مشيرين إلى أن روسيا قد تلجأ إلى سحب البساط من تحت إيران عبر إرغامها على سحب ميليشياتها المقاتلة مع النظام وأبرزها حزب الله اللبناني.


تكثيف القصف الجوي

استبق النظام السوري والميليشيات الموالية له المحادثات السياسية التي تنطلق اليوم في العاصمة الكازاخية أستانة، بين أطراف النزاع السوري، بتكثيف القصف الجوي بالبراميل المتفجرة في بلدة عين الفيجة في وادي بردى بريف دمشق، إضافة إلى قصف حلب وحمص ودرعا. وأوضحت مصادر ميدانية، أن مروحيات النظام لم تتوقف ليل أمس عن قصف بلدة عين الفيجة بالبراميل وقنابل النابالم الحارقة، التي تكررت نحو 10 مرات، وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي وهجوم ميداني من النظام وميليشيا حزب الله اللبناني.

وفي ريف حمص الشمالي، سقط تسعة قتلى مدنيين بينهم أطفال، إثر قصف لقوات النظام على مدينة الحولة في ساعات صباح يوم أمس، فيما قصفت الطائرات الحربية قرية تلدو ومدينة تلبيسة، والفرحانية، مما أسفر عن خسائر مدنية واحتراق مبان للمدنيين.


بدء المفاوضات

أكدت الخارجية الكازاخية، أن المفاوضات ستنطلق اليوم وتستمر لمدة يومين، في وقت ستركز فيه مبدئيا على اتفاق لوقف شامل لإطلاق النار في البلاد. ووصل ممثلو الدول الثلاث الراعية للمحادثات، وهي روسيا وإيران وتركيا، إلى جانب وفدي المعارضة والنظام، ومبعوث الأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا إلى أستانة، فيما اقتصرت المشاركة الأميركية بإيفاد سفيرها لدى كازاخستان، فيما يضم وفد المعارضة 14 شخصا، يمثلون أهم الفصائل العسكرية الموافقة على المشاركة في المفاوضات.

من جانبها، أكدت وكالة "سبوتينك"، مشاركة عسكريين روس في المفاوضات، حيث كانت المفاوضات السابقة تجري بين سياسيين فقط، مشيرة إلى أن نائب رئيس إدارة العمليات العامة في وزارة الدفاع، الجنرال ستانيسلاف ماغوميدوف سيترأس وفد العسكريين الروس.