مع تصاعد حدة التنافس في كرة القدم، وسطوة لغة المال في زمن الاحتراف، بات ظهور الأسماء الواعدة يمثل الاستثناء، إلا أن منافسات دوري جميل للموسم الحالي بثت شيئا من التفاؤل بمستقبل الكرة السعودية، بعد بزوغ 16 موهبة مقبلة.




مع تصاعد حدة التنافس في أجواء كرة القدم وسطوة لغة المال على تفاصيلها في زمن الاحتراف، بات ظهور الأسماء الواعدة من مواليد التسعينات الميلادية، يمثل الاستثناء بالنسبة للمدربين، نتيجة ضغوط متواصلة تمارسها جماهير أنديتهم، بحثا عن نتائج فورية مؤقتة تفتقد للنظرة المستقبلية، دون إغفال تحمل الإدارات القائمة على شؤون تلك الأندية لجزء من هذا التوجه السلبي، وجاء تأهل منتخب الشباب إلى مونديال الشباب بكوريا الجنوبية ليكشف عن وفرة مواهب تترقب منحها الضوء الأخضر من قبل أنديتها، بيد أن منافسات دوري جميل هذا الموسم بثت شيئا من التفاؤل بمستقبل أكثر إشراقا لكرة القدم السعودية بعد أن خطفت 16 موهبة نجومية مباريات فريقها، سواء بحضور أول لبعض العناصر أو تأكيد أخرى لما تمتلكه من إمكانات بعد أن نالت فرصتها في موسم سابق.


الأكثر شجاعة

كان المدرب الكرواتي للنصر زوران ماميتش الأكثر شجاعة بين أقرانه وهو يزج بلاعبه عبدالرحمن الدوسري أساسيا في مواجهات صعبة كالهلال ومن قبلها الاتحاد، وقبل أن تتوقف إشادة النصراويين بخطوة الكرواتي عاد ليدفع مرة أخرى بقائد الأخضر الشاب سامي النجعي كبديل، ونجح في منح فريقه التفوق بتسجيله أحد هدفيه في اللقاء، وبعيدا عن كون النصر إجمالا يعد بين الأكبر بالنظر لمعدل أعمار لاعبيه (27 عاما)، يبقى تدرج حضور هذا الثنائي أمرا إيجابيا سيفيد النصر كثيرا مستقبلا، جاءت مكافأته سريعة بانضمام الشابين إلى القائمة الأخيرة للأخضر.







توقيت مثالي

من بين الإيجابيات التي سجلها الاتحاد هذا الموسم وظهر أثرها واضحا على أدائه إجمالا، تواجد أكثر من عنصر شاب في تشكيلته الأساسية أو عند الحاجة لخدماتهم كبدلاء، فبجانب استمرار تألق فهد المولد هجوميا منذ أن نال فرصته للمرة الأولى قبل 5 مواسم، ظهرت وجوه شابة أخرى نجح التشيلي "باندو" في توقيت إبرازها، ولعل أبرزها خالد السميري وعبدالعزيز العرياني وعمر المزيعل وعمار الدحيم، أسهموا جميعهم في منح الفريق توازنا مثاليا افتقده لسنوات بسبب الاعتماد على أسماء متقدمة عمريا مستهلكة فنيا.


تجسيد فعلي

عندما يتطرق الحديث في منافسات جميل لحيوية الشباب، يبرز الفريق القدساوي صورتها الأمثل، ووجوده في أعلى الترتيب كأصغر معدل عمري (24 عاما) بين فرق المسابقة يعكس هذا الواقع، بيد أن هذا يتجسد فعليا وليس شكليا على أرض الملعب بالنظر لتشكيلته الأساسية التي يخوض بها مبارياته، وتكشف عن أن 98 % من عناصرها المحلية والأجنبية (باستثناء البرازيلي تياجو بيزيرا) في مقتبل العشرينيات من أعمارهم، ولعل أبرزهم عبدالرحمن العبيد، عبدالمحسن فلاتة، ياسين برناوي وحسن جعفري.


صورة مقلوبة

تميز الأهلي بتقديمه للمواهب بكثافة لكافة منتخبات الفئات السنية، إلا أن هذا الاهتمام لم ينعكس على الفريق الأول وافتقدت صفوفه لحيوية الشباب، وباستثناء الظهور الأول لأحمد الرحيلي في مرماه نتيجة إصابة المسيليم، ومواصلة القادم من الاتحاد عبدالفتاح عسيري تألقه، لم تجد مطالب الأهلاويين بمنح سعد الربيعي الذي قدم شوطا متزنا أمام عمالقة برشلونة وريان الموسى بحضوره اللافت في التجارب الودية، آذانا صاغية من السويسري جروس، رغم الحاجة لخدماتهما لتجاوز الخلل الواضح في متوسط الدفاع ومحور الوسط.




توازن عناصري

في وقت كشفت إحصاءات مباريات فرق كالفيصلي والفتح والخليج، غيابا شبه تام للأسماء الشابة، نجد تشكيلة فريقي الاتفاق والشباب بمعدل أعمار لاعبيهم الذي لا يتجاوز 25 عاما، تحمل توازنا مثاليا في هذا الجانب، ففي الأول يبرز محمد كنو بموهبة تزداد ثباتا موسما بعد آخر، ووجد عمر السنين فرصته في دفاع الفريق، بجانب صالح العمري المعار من الأهلي، وفي الشباب ورغم تذبذب النتائج يحسب لمدربه سامي الجابر ثقته في الثلاثي عبدالله الفهد، عبدالمجيد الصليهم وعبدالوهاب جعفر، وجميعهم في بداية العقد الثاني من العمر.