ما إن أعلن عن توقف نشاط مسابقاتنا الرياضية بسبب فترة التوقف الحالية التي تشهدها أغلب الدوريات العالمية بسبب أيام الفيفا، إلا وبدأت رحلة جديدة من الاجتهادات الصحفية التي لا تخلو أحيانا من الفبركة والفذلكة، والتي لم تعد بذلك التأثير على الجمهور الرياضي، وذلك عقب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تفوقت على كثير من وسائل الإعلام المختلفة، حيث تعج تلك الوسائل الحديثة للتواصل الاجتماعي بمن يطلق عليهم "المصدرجية" الذين يلحظ نشاطهم بكثرة هذه الأيام، نظرا لبدء فترة الميركاتو الشتوي، الذي يعد موسما زاخرا لهم ويحرصون على نشر تعاقدات الأندية بشكل متسارع ومتناقض بين عشية وضحاها، فهؤلاء الذين يطلق عليهم لقب "المصدرجية" يشكلون إزعاجا منقطع النظير للأندية وجماهيرها على حد سواء، ففي أحايين كثيرة نجد أنهم يطلقون أخبارا غير صحيحة إطلاقا حول تعاقدات الأندية مع اللاعبين، مما يضع الإدارات تحت ضغط جماهيري رهيب، رغم عدم صحة الأخبار التي يروّجون لها، لكن السؤال الأبرز من يزود هؤلاء بأخبار التعاقدات؟ بل لا يكتفي بذلك حيث يقوم بمنحهم أدق التفاصيل حول تعاقدات الفريق. من وجهة نظري الشخصية أعتقد أن بعض مسؤولي الأندية هم من يقومون بتزويد أولئك الأشخاص بكامل أخبار التعاقدات، إما لجهالة منهم! أو بسبب علاقاتهم الشخصية بهم! وهذا الأمر ليس مقتصرا على نادٍ فحسب، بل هو ظاهرة تعاني منها جميع الأندية دون استثناء، لذا يجب أن لا نحمل الباحثين عن السبق الخبري تبعات ردات فعل الجماهير، بل علينا تحميل كامل المسؤولية لمنسوبي الأندية الذين يعتقدون أن ما يقومون به من تسريبات في صالح أنديتهم، وعلى العكس نجد أن الغالبية العظمى من فشل تعاقدات الأندية كانت بسبب التسريبات التي يقوم بها بعض مسؤوليها، وإن لم تفشل التعاقدات نجد أن الأرقام المالية للتعاقدات ارتفعت بشكل كبير بسبب المزايدات التي تتم بعد دخول عدد من الأندية الأخرى، والتي يستغلها السماسرة أبشع استغلال.