جاء خطاب التنصيب الذي ألقاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب شاملا لكل الأولويات التي تضعها حكومته على رأس أجندتها خلال السنوات المقبلة، وخلا البيان من أي مفاجآت، حيث لم يتطرق لقضية نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، كما توقعت مصادر سياسية قبل أيام، وبدا أن الخطاب الذي أُعد بعناية من قبل الفريق الاستشاري للرئيس الجديد، راعى توضيح الأولويات السياسية، وإزالة حالة اللبس والغموض التي سادت خلال الفترة الماضية، على خلفية التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها ترمب خلال حملته الانتخابية.
وركز الخطاب الرئاسي على عدد من المحاور الأساسية، من بينها محاربة الإرهاب والتصدي لهجمات إيران، فضلا عن إقامة علاقات أفضل مع روسيا. كما جاء في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، أن إدارة ترمب ستجعل من هزيمة "جماعات الإرهاب المتطرف" الهدف الأول لسياستها الخارجية. وتضمن البيان الذي عنوانه "أولويات السياسة الخارجية لأميركا"، العمل على توحيد الأميركيين، ولم شملهم، والبعد عن أي قضايا خلافية، مع تعهّد الرئيس الجديد بإيجاد آلاف فرص العمل الجديدة، لمواجهة البطالة، ورفع مستوى الدخل.
وكان ترمب قد استغل خطاب تنصيبه، أول من أمس، بالتأكيد على التصدي للدور الإيراني السالب في العالم، وإعادة النظر في برنامج طهران النووي، والتعهد بتوحيد العالم المتحضر ضد الإرهاب، الذي نعمل على استئصاله تماما من على وجه الأرض".
تنسيق عسكري مشترك
أوضحت الإدارة الجديدة أنه من أجل هزيمة وتدمير تنظيم داعش والجماعات المماثلة، فإنها ستنتهج عمليات عسكرية نشطة مشتركة، ضمن تحالف تتطلبه الضرورة، لقطع التمويل عن الجماعات الإرهابية، وتوسيع تبادل معلومات المخابرات، واستخدام الهجمات الإلكترونية لعرقلة الدعاية ومساعي التجنيد. وفيما لم يقدم البيان أي إشارة بشأن كيف ستختلف سياسات ترمب عن سياسات سلفه الديمقراطي باراك أوباما، قالت تقارير إن الإدارة السابقة انتهجت تلك الاستراتيجيات في مفهومها الواسع، ومن بينها العمل مع حلفاء أوروبيين وفي الشرق الأوسط في حملة قصف تستهدف قادة داعش، وبنية التنظيم التحتية النفطية، وإجازة عمليات للقوات الخاصة الأميركية ضد التنظيم المتشدد، واستخدام العقوبات وأساليب أخرى لقطع التمويل عنها.
العلاقات مع روسيا
حسب البيان، فقد بدا أن البيت الأبيض يدعو أيضا إلى علاقات أفضل مع روسيا، وهو أمر قال ترمب إنه سيسعى إليه، مضيفا "نحن نكون دائما سعداء عندما يصبح أعداؤنا القدامى أصدقاء وعندما يصبح أصدقاؤنا القدامى حلفاء". وكان ترمب قد رفض انتقادات بأنه حريص جدا على أن يجعل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حليفا. ويثير ملف العلاقة مع روسيا حالة من الجدل في وسط صناعة القرار الأميركية، حيث يصر ترمب على تحسين العلاقات، بينما دعت دوائر داخل الحزب الجمهوري الرئيس ترمب إلى أخذ الحذر عند تعاطيه مع النظام الروسي، وأن يكون أكثر تشككا تجاه نوايا بوتين.
الشراكة عبر الهادي
بالنسبة لاتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي للتجارة الحرة مع آسيا التي تزعمها أوباما، لكنه لم يتمكن من تمريرها في الكونجرس، جدد البيان، تعهد ترمب أثناء حملته الانتخابية بالانسحاب من الاتفاقية، مشيرا إلى أن الاتفاقيات التجارية الدولية أضرت بالعمال الأميركيين، دون أن يذكر تفاصيل. وقال البيان "سيعمل الرئيس ترمب على ضمان أن سياسات التجارة في عهده ستنفذ بوساطة الشعب ولصالحه وستضع أميركا أولا".
ردع طهران
في بيان منفصل على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، قالت إدارة ترمب إنها تعتزم تطوير منظومة "متطورة جدا" للدفاع الصاروخي للحماية من الهجمات من إيران وكوريا الشمالية، فيما لم يوضح البيان هل سيختلف هذا النظام عن أنظمة قيد التطوير حاليا أم لا، كما لم يحدد تكلفته ولم يذكر كيف سيجري تمويله.