في السنوات الأخيرة، بدأنا نشعر برغبة الناس في الاعتماد على أنفسهم لخلق مبادرات تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم.

بدأ الناس يعون أهمية دور المجتمع والفرد لتحقيق أهداف مشتركة تربطهم ببعض دون الاتكال على المؤسسات الحكومية. هذه الرغبة لم تكن لتأتي لولا الحاجة والإيمان بقدرة الفرد على التغيير من خلال العمل الجماعي.

عندما ترى مبادرة سكان حي الياسمين في الرياض، والتي تقام كل سنة في ليلة العيد تحت اسم "حوامة الياسمين"، وكيف كان لجامع "أبو حيمد" دور مهم في فعالية ترفيهية أدخلت السرور والبهجة على سكان الحي وزواره. هذه المبادرة لم تكن في يوم من الأيام أحد اهتمامات المساجد، ولكنها ربما تكون حافزا لبقية المساجد لتقديم دور ريادي في خدمة الأحياء.

عندما ترى مهرجان الغضا في عنيزة، والذي كانت بدايته مبادرة من أهالي المدينة للحفاظ على شجرة الغضا التي كادت أن تنقرض من الاحتطاب الجائر. تعاون كثير من أبناء عنيزة لحمايتها وإعادة زراعتها، ثم تحول إلى مهرجان كبير مليء بالتراث والترفيه يأتيه الناس من كل مكان.

عندما ترى مجموعة من الشباب السعودي يبيعون الوجبات الخفيفة في حافلاتهم، ويتنقلون معا من شارع إلى شارع وتتحول هذه الشوارع الخالية لأماكن تعج بالحياة، ويستمتع بها الجميع، نساء ورجالا وأطفالا. هم بذلك خلقوا فرص استثمارية جديدة تعود بالفائدة عليهم وعلى زبائنهم.

الأمثلة كثيرة على المبادرات الجميلة ولا يمكن حصرها، ولكنها حتما ستصنع لنا فرصا أكثر ومستقبلا أفضل لمجتمع يعي جيدا أهمية دور الفرد فيه.