يطلب قانون عمل فرنسي جديد، دخل حيِّز التنفيذ مطلع يناير الحالي، من أرباب العمل حماية منسوبيهم من الاستجابة إلى نصوص أو رسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بالعمل بعد انتهاء الدوام الرسمي.

ولقد جعلت التغييرات التكنولوجية في عالم العمل اليوم أن تكون مدة الساعات الثماني في اليوم أكثر ندرة، وأنشأت مجموعة مختلطة من أساليب العمل. فبالنسبة للبعض، فإن المرونة في العمل تعني فرصة طيبة لتحديد عملية إنجازه بسهولة كبيرة، سواء في المكتب أو المنزل. لكن البعض الآخر قد يشعرون بأن العمل في المكتب، بالنسبة لهم، ينبغي ألا يتوقف أبداً على مدار الساعة، أي 24 ساعة، بما في ذلك عطلة نهاية الأسبوع، وهو بالتأكيد نظام قد يرهقهم في نهاية المطاف.

وقد اتضح في أحد الاستطلاعات أن ما يقرب من نصف العمال الشباب يعتبرون أنفسهم "شهداء عمل"، ويقولون إنهم يشعرون بالذنب إذا أخذوا أي إجازة. وهؤلاء الشباب، غالبا ما يُسمونهم بـ"جيل الألفية" (بمعنى آخر هم أولئك الذين وصلوا سن البلوغ بعد عام 2000)، يعتبرون راحتهم باستخدام التكنولوجيا الشخصية تجعل من السهل طمس أية محاولات لوضع خط مشرق بين عملهم وحياتهم الشخصية.

وفي الوقت نفسه، أن من هم فوق سن التقاعد التقليدي -65 عاما- يفوقون للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية عدد المراهقين في القوى العاملة. ووفقا لدراسة أجرتها الرابطة الأميركية للمتقاعدين تم في عام 2015 توظيف 18.9%، منهم من يعمل بدوام جزئي والبعض الآخر بدوام كامل، وهذا ما يقرب من ضعف (10.8%) الذين كانوا يعملون في عام 1985.

وبما أن بعض "غير المتقاعدين" بحاجة إلى دخل، إلا أن العديد منهم لديهم دوافع أخرى. فمعظمهم يجدون أن بيئة العمل بدوام كامل مرن أو بدوام جزئي، تتناسب تماما مع أهدافهم. قد يرغبون في بعض الوقت الحُر للتمتع بالسفر مع أسرهم، إلا أنهم حريصون في الوقت نفسه على الاستمرار في العمل والإنتاج. وغالبا ما يشعرون بأنهم يتمتعون بصداقات حميمة في مكان العمل، ويمكنهم أن يكونوا ذا قيمة خاصة كمرشدين للعمال الشباب.

ووفقا لدراسة أجرتها مؤسسة استشارات الموارد البشرية الأميركية، شملت شتى أنحاء العالم، فإن نحو ثلث العاملين، سواء كانوا كبارا أو صغارا، يشعرون بالقلق من أن سنهم سوف تعيق تطورهم الوظيفي.

قد يكون عالم العمل اليوم أكثر تعقيدا بكثير مما كان عليه الحال في الأجيال السابقة. فلقد أصبح الأمن الوظيفي والعمل بدوام كامل عالي الأجر أكثر ندرة. ولكن الكبار من جميع الأعمار يسعون بجد للتعامل بفاعلية ونجاح مع بيئة العمل المتقلبة في القرن الـ21.


صحيفة (كريستيان سيانس مونيتور) الأميركية