من يحمي الممارس الصحي! كان هذا السؤال يتردد كثيرا في الوسط الطبي بعد اعتداءات لفظية وجسدية متتالية على بعض الأطباء في بعض المستشفيات، وبدأت مقاطع الفيديو بالانتشار أكثر، حسم وزير الصحة هذا القرار في المجلس الصحي السعودي، وتم تصنيف هذا الاعتداء كجريمة كبرى يعاقب عليها القانون.

نشرت "الوطن" تقريرا يعرض أبرز عوامل حالات الاعتداء في مجال الصحة، وكان تدني مستوى مهارات التواصل من قبل الممارس الصحي سببا مهما في حالة الاعتداء عليه، وتاريخ التعليم الطبي السعودي لا يوجد فيه ما يعزز فن التواصل مع الجمهور، وهي في الغالب قائمة على اجتهادات شخصية من قبل بعض الأطباء في إقامة دورات للتعامل مع المرضى، وأتصور بأن هيئة التخصصات الصحية هي معنية بالأمر أكثر، ويجب عليها أن تضيف حضور دورة فن التواصل مع المرضى ضمن اشتراطات التصنيف المهني، فالعقوبة للمعتدي لن تكون الحل الوحيد.

أما بالحديث عن مزوري الإجازات المرضية فالعقوبة بحقهم لن تكفي، وعار كبير على الممارس الصحي الذي يسهم في ذلك مهما كان الظرف أو السبب، حتى وإن أخذت جانب (الفزعة) فلا يمكن تبرير خيانة أمانة العمل بأي شكل من الأشكال، وللأسف تنتشر هذه الظاهرة في مستشفيات القطاع الخاص أكثر من الحكومي لضعف الرقابة عليهم، العقوبة التي أقرتها الصحة بحق موظفيها يجب أن تعمم أكثر عن مستشفيات القطاع الخاص حتى إن وصل الأمر لإغلاقه.

غرامات الصحة أتت في وقتها تماما رغم تأخرها بعض الشيء، نحتاج الآن إلى وعي أكبر في كل ما يتعلق بالتعامل مع الصحة.