تزامنا مع بدء تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليوم وانطلاق عمل الإدارة الجديدة، تحضر القضية الفلسطينية بقوة في مراسم حفل التنصيب، حيث سيمثل المستوطنون حضورا كبيرا في الحفل، بالإضافة إلى أن مسألة نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة تتصدر قائمة الموضوعات المثيرة للجدل، التي يخشى عدد من المسؤولين الفلسطينيين من أن يعلن ترمب نقل السفارة في نفس خطاب التنصيب.
وبحسب مراقبين، فإن الرئيس ترمب عازم على تنفيذ وعده بنقل السفارة بدليل دعم المسؤولين في الإدارة الجديدة لفكرة النقل على غرار مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة هيلي، إلى جانب تصريحات ترمب التي أدلى بها إلى صحف إسرائيلية وتوعد بأنه لن يخلف وعوده التي قطعها إبان حملاته الانتخابية.
ويأتي ذلك، فيما كشفت مصادر حكومية مقربة من سلطات الاحتلال أن وفدا أميركيا وصل إلى القدس المحتلة مؤخرا للتباحث حول إمكانية إقامة السفارة وفحص الموقع المناسب لها، في وقت أعلن فيه مستوطنون إسرائيليون عن طرح مشروع قانون ضم المستوطنة "معاليه ادوميم" المقامة شرق القدس إلى إسرائيل، اعتبارا من يوم الأحد بعد تسلم ترمب مهام منصبه، الأمر الذي عارضته إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما بشدة وعملت في السنوات الماضية على إحباطها.
أبرز المشاركين
يبرز من بين المشاركين في حفل تنصيب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، أحد أكبر قادة المستوطنين من بينهم رئيس بلدية مستوطنة "معاليه ادوميم" التي تعتبر من كبرى المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، فيما سيكون حاضرا في الحفل الحاخام وعضو الكنيست من حزب "الليكود" يهودا غليك، إلى جانب الحاخام مارفين هاير صاحب مشروع "متحف التسامح" الاستيطاني على أنقاض مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية في القدس الغربية.
كما يستعد اليمين الإسرائيلي لإطلاق سلسلة من المشاريع الاستيطانية مباشرة بعد تسلم ترمب مهام منصبه، أبرزها مشروع قانون ضم مستوطنة "معاليه ادوميم"، ومشروع قانون تشريع البؤر الاستيطانية، ومشروع قانون اعتبار إسرائيل دولة يهودية.
القلق الفلسطيني
وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس تصريحات ترمب التي أطلقها خلال حملاته الانتخابية بأنها غير مبشرة، داعيا الجميع إلى الانتظار حتى دخول الرئيس الجديد للبيت الأبيض ومباشرة مهامه، متوعدا بتحركات سياسية ودبلوماسية في حال تمت الموافقة على نقل السفارة.
وأشار عباس، إلى أن القيادة الفلسطينية لم تتلق أي قرار رسمي حيال نقل السفارة، واصفا إياه بالأمر غير القانوني وأنه سبيل لتدمير عملية السلام، وأنه يتماشى مع القرارات غير الشرعية التي اتخذتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بضم القدس الشرقية إلى الغربية، لأن التمثيل الدبلوماسي التي كانت تتخذه إسرائيل مع الحكومات المتعددة كان يقتصر على سفاراتها في تل أبيب وليس في القدس المحتلة.
ونظمت حركة "فتح" عدة مسيرات منددة بنقل السفارة الأميركية، جابت عدة مدن على غرار رام الله ونابلس والخليل في الضفة الغربية، فيما عم الإضراب العام أنحاء القرى والمدن العربية في داخل الخط الأخضر، احتجاجا على قتل مواطن عربي وهدم منازل في بلدة أم الحيران في النقب، وأغلقت المؤسسات والمحال التجارية أبوابها قبل أن تتواصل الاعتصامات المنددة بسياسة هدم المنازل العربية.