خمسة أيام انقضت من عرس اليمن وذاكرتنا لم تحفظ خلالها سوى وجوه نقية حملت في تفاصيلها بهجة وحباً للجميع.. امتزجت الألوان في المدرجات بالفرح وكانت "الخلاصة" كافية في قلوب أصحابها لتنثرها على كل المنتخبات ولم تكن حكرا على "الأحمر" وحده.
كانت البداية "كرنفال" حشدت فيه اليمن لضيوفها بعضا من رجالها ونسائها وأطفالها وأطلقت لهم العنان لساعتين ونيف متفاعلين مع أنغام شعبية ليخبروا ضيوفهم أن البساطة تكفي أحياناً لتشكل لوحات افتتاحية تسعد ناظريها حتى وإن غابت التقنية الحديثة بأضوائها الزاهية وأساليبها المبهرة.
في المدرجات كانت "الفوفوزيلا" بشرية طبيعية.. وصيحات التأييد وعبارات الإشادة ويافطات الإعجاب للجميع.. والمدهش أن المشهد كان ثابتاً لم يتغير في جميع المباريات بعد أن اعتدنا طوال 19 دورة سابقة على "صدى" مدرجات تحتضن مئات فقط عندما لا يكون المضيف طرفاً.
إذن كل شيء كان جميلاً في عدن وأبين لكن وجه عملة النجاح الآخر، ونعني هنا (كرويا) لم يكن مطابقاً للوجه الجماهيري.. حتى اللحظة لعبت 8 مباريات.. ويمكننا القول إن من لفت الأنظار قلة، أبرزهم عنزي الكويت وتوازن رديف الأخضر وانسجام منتخب إماراتي أبيض منقوص من أبرز عناصره.. والبقية لم ينجح أحد.
هذا الغياب الفني لم يكن هاجسا للمتتبعين، ففي الوقت متسع لحضور الإثارة وفي كل المناسبات المشابهة كان موعدها يضرب متأخرا مع دخول التنافس مراحله المتقدمة.. وربما تكون مواجهات الجولة الأخيرة في اليومين المقبلين البداية.
إذن حديث الشؤون الفنية مؤجل.. وحتى حينها لا نملك إلا الدعاء لنجوم "الأخضر" بحضور مشرف آخر أمام "العنابي" يمر من خلاله لنصف النهائي وبعدها كل الأمور ممكنة.