في الوقت الذي يعاني نصف مليون سعودي من حساسية القمح، أكدت الهيئة العامة للغذاء والدواء وجود لوائح فنية ومواصفات معتمدة لدى الهيئة، تلزم شركات إنتاج الغذاء بوضع تحذيرات من المواد التي تسبب الحساسية، منها الحبوب التي تحوي مادة الجلوتين والحليب والقشريات والبيض والأسماك والمكسرات.


لوائح ومواصفات

قال المتحدث الرسمي باسم الهيئة العامة للغذاء والدواء إدريس الدريس لـ"الوطن"، إن "لوائح فنية ومواصفات معتمدة لدى الهيئة تلزم الشركات بوضع تحذيرات الحساسية، منها اللائحة الفنية السعودية / الخليجية رقم GSO 9 "بطاقات المواد الغذائية المعبأة"، والتي تنص في أحد بنودها على وجوب كتابة بيان بأسماء المواد الغذائية والمكونات التي تتسبب في فرط الحساسية على بطاقة المنتجات الغذائية".

وأضاف، أن "الهيئة أصدرت تعميما في 2 / 12/ 1432 بشأن مسببات الحساسية لمكونات المنتجات الغذائية، وآخر بشأن الأغذية الخالية من الجلوتين بتاريخ 18/ 7/ 1434، للتأكيد على ضرورة ذكر مسببات الحساسية على بطاقة المنتجات الغذائية".

وأبان الدريس أن "من المواد المسببة للحساسية: الحبوب التي تحوي مادة الجلوتين والحليب والقشريات ومنتجاتها والبيض ومنتجاته والأسماك ومنتجاتها والمكسرات ومنتجاتها".


تحذيرات ذكية

أكد الدريس أن "هيئة الغذاء والدواء أضافت خانة تحذيرات الحساسية على بيانات المنتجات الغذائية في تطبيقها الخاص بالهواتف الذكية، لمساعدة المستهلكين بشكل عام، وممن لديهم تحسس بشكل خاص تجاه بعض الأغذية، على اختيار غذائهم دون التأثير على صحتهم أو نمطهم الغذائي".





ردة فعل غير طبيعية

أبان المتخصص في مجال هندسة الأغذية وليد السعيد لـ"الوطن"، أن "الحساسية ردة فعل غير طبيعية من جهاز المناعة، نتيجة عدم تعرّفه على المادة الغذائية، والتعامل معها وكأنها مادة غريبة فيقاومها ويحاول القضاء عليها، وهذه الآلية تؤثر على الجسم ووظائفه سلبا، مما قد يسبب حكةً وتقيؤا وإسهالا وصعوبة تنفس وانخفاضا في ضغط الدم. وتراوح الأعراض بين خفيفة إلى شديدة، وربما تستمر دقائق أو ساعات".

وأضاف، أن "أبرز الأطعمة المسببة للحساسية هي: الحليب والفول السوداني والبيض والبقول والمحار والجوز والقمح والأرز وبعض الفاكهة مثل الكيوي والموز والمانجو والبطيخ".

ولفت السعيد إلى أن "هناك أنواعا شائعة لحساسية الطعام، منها أنيميا الفول، أو فقر الدم الناجم عن الحاجة لسداسي فوسفات الجلوكوز النازع للهيدروجين، ويعد مرضا وراثيا متنحيا مرتبطا بالكروموسوم"X"، لذلك عادة ما يصيب الذكور، وقد تحمل النساء المرض وراثيا، ولكن لا يُصبن به".


حساسية القمح

ذكر المتخصص في مجال هندسة الأغذية أن "من الحساسية المنتشرة أيضا "السيلياك" أو ما يسمى حساسية القمح، وهو عبارة عن خلل في بعض الإنزيمات الهضمية في الأمعاء الدقيقة، نتيجة تناول الجلوتين Gluten، وهو البروتين الموجود في بعض أنواع الحبوب مثل القمح والشعير والشوفان، والمسؤول عن تكون الشبكة الجلوتينية التي تعطي العجينة الطبيعة المطاطية المتماسكة في منتجات المخابز"، مشيرا إلى أن أعراضه: شحوب الوجه والتعب والإرهاق والانتفاخ وغازات في البطن والإسهال ونقص في الوزن.

وأكد أن "معاناة هؤلاء المرضى تكمن في شح المنتجات الخالية من الجلوتين وغلاء أسعارها، نظرا لعدم توافر دقيق القمح الخالي من الجلوتين، وبالتالي يلجأ المنتجون إلى الاستيراد من الخارج وبسعر أغلى"، مضيفا أن عدد المصابين بحساسية القمح في المملكة يقدر بنصف مليون تقريبا.


أنيميا الفول

قال السعيد، إن "المصاب بأنيميا الفول يتعرض للضعف والصداع والخمول، بسبب عدم قدرة الخلايا الحمراء في الدم على إنتاج إنزيم سداسي فوسفات الجلوكوز، والذي يلعب دورا مهما في عملية حماية الخلايا من التكسر، ويحدث ذلك بعد تناول الفول والبقوليات وفول الصويا وليسيثين الصويا والمكسرات أو بعض أنواع الأدوية".