من النادر أن يجمع كاتبٌ بين الطرح العلمي وبين أن تكون له شعبية وجماهيرية، هذه المعادلة حققها الكاتب المبدع الأستاذ: فهد الأحمدي، يكتب مقالات علمية مستدلاً بأقوال واكتشافات ونظريات ومع ذلك هو من الكتاب المرغوبين شعبياً، وتستقطب مقالاته تعليقات كثيرة من قراء موقع جريدة الرياض الإلكتروني.

من هو فهد عامر الأحمدي؟

ولد الأحمدي في حي العطن بالمدينة المنورة عام 1966، وساعده الاحتكاك في طفولته بعشرات الجنسيات من الحجاج والمعتمرين الذين يفدون إلى المدينة في التعرف على الثقافات والتحدث بعدة لغات، وقد بدأ الكتابة في جريدة المدينة عام 1991، ومنذ 1999 أصبح كاتباً يومياً متفرغاً في جريدة الرياض السعودية. يرى الأحمدي نفسه في الطرف المتفوق دائماً، إلا أنه يشكو من عزلة في الواقع بينما يتمتع بعلاقات واسعة في العالم الافتراضي، فهو -حسب قوله- يتمتع بصداقة تسعة آلاف إنسان مسجلين في صفحته على الفيس بوك، وقال إن هذه العزلة هي سمة للجيل الجديد، مشيراً إلى أنه يرى نفسه محظوظاً لأنه درس في خمس جامعات سعودية وأميركية ولكنه لم يحصل على شهادة جامعية.

اشتهر الكاتب بآرائه الجريئة فهو يرى مثلاً أن الحيرة والإحباط دفعت بعضاً من أبناء المسلمين إلى الارتداد عن الإسلام، وإن الجزائر وإندونيسيا تشهدان ارتفاعاً في أعداد من يعتنقون المسيحية من أبناء المسلمين، كما يعتبر أن 90% من مشاكل المرأة السعودية نابعة من النقاب وأن نقاب المرأة تسبب في عزلها، فأصبحت في حاجة إلى من يعرِّفها ويؤكد هويتها حتى في البنوك، معتبراً وجه الإنسان هو هويته، وحينما يُلغى وجه المرأة بسبب النقاب تكون حاجتها إلى من يعرفها.

قال أبو عبدالله غفر الله له: آمل أن يكثر أمثال الأحمدي، فهو كاتب مقلّ في المحليات، ومكثر في الأمور العلمية، مرّ رأيه بالإعجاز العلمي بمراحل، وهو الآن أقرب إلى إنكار الإعجاز العلمي فاصلاً بين العلم والدين، ولئن كثر الكتاب من أمثاله فإن القراءة حينها ستكون محببة لأجيالٍ صاعدة تقرأ له، حقق الأحمدي نجاحاً في زاوية علمية شبه متخصصة بأمور العلوم الطبيعية مع أن الاهتمام بالعلم ليس مقبولاً من الجانب الشعبي لكن أسلوباً ذكياً ورشيقاً كأسلوبه، حبب الناس في زاويته وفي المعلومات التي يختارها لهم!