قبل عام ونصف من الآن نشر موقع "دويتش فيلله" الألماني صور استعراض جيش النظام الإيراني لصناعاته من الأسلحة، والتي بدت مضحكة جدا مما دفع المغردين الإيرانيين إلى التعليق بعبارات تدل على اهتمامهم بصورتهم في نظرنا فرددوا: أصبحنا نكتة عند العرب.
لكن حتى الحسابات السعودية التي اطلعت على الموقع لم تكن مهتمة وقتها، ليس على الأقل كما اهتمامها الآن، والذي اشتعل مع مشهد لفرقة صاعقة خائبة خسرت محاولات عدة لكسر جرة من فخار أسقطتهم أرضاً واحداً تلو الآخر.
هذه الجرة وما سبقها من استعراض للخردة الإيرانية هو مجرد رأس جبل الجليد الذي يخفي نظاما مصنوعا من الهشاشة تحميه أسوار من الخوف، يحاول الشباب الإيراني وحده القفز عليها لإنقاذ العالم كله من ملالي الثورة غير الإنسانية التي ابتلي بها العالم الإسلامي.
أول تلك الأسوار كان الإعلام الغربي الذي زرعت إيران في وكالاته الأهم جنودا يعملون على نشر الدعايات المجانية والدعايات غير الحقيقية عن قوة النظام، وعن قدرته على السيطرة على البلد وعلى المنطقة بأكملها.
ولقد نجح النظام في ذلك إلى حد ما، حتى عندما شاهد العالم جنود المالكي -والذين نصفهم إيرانيون والنصف الآخر مدرب في إيران- وهم يتعرون من ملابسهم العسكرية ويفرون من الموصل عراة تقريباً هرباً من داعش، حتى وضعت صحف عالمية صورهم ساخرة على صفحتها الأولى، ليقوم الجيش الإلكتروني الإيراني بإخفاء معظم الصور من الشبكة أو وضع عبارات تحتها تدعي أنهم جنود داعش بطريقة تثير الدهشة من قدرتهم على خداع الرأي العام.
في إحدى المرات التي زرنا فيها قناة bbc في لندن قلت لهم: "لقد ذكرتم في يوم كذا خبراً يتهم السعودية بالإرهاب في سورية وأزلتموه بعد ما شن عليكم السعوديون هاشتاقا أجبركم على الاعتذار"، فقال أحد مديريهم معتذراً: "إن ذلك حدث في الإجازة الأسبوعية حيث يقل عدد المراقبين". في الحقيقة كان ذلك اعترافا ضمنيا بوجود من يعمل لصالح دولة ما ضد دولة أخرى داخل قناة محترمة وقوية مثل bbc.
إن جيش الدعاية الإيرانية يعمل على عدة أصعدة، أهمها الإساءة للمملكة بادعاءات الإرهاب، وفي نفس الوقت ينشر صور قاسم سليماني وهو يتجول في مدن عربية موحياً للعرب -والشيعة خاصة- أن بطل المعارك ليس روسيا ولا أميركا بل قاسم سليماني.
على قوة هذا الجيش وقدراته إلا أن جيش شباب المقاومة الإيرانية يعمل جاهداً على كشف الحقيقة للعالم أجمع لإنقاذ إيران والعالم.
وفي الوقت الذي ربما نسي كثير من العرب واجب الوقوف أمام سفارات إيران والتنديد بجرائمها قام شباب المقاومة الإيرانية بتجهيز المظاهرات في هذا الشتاء القارس والوقوف أمام سفارة إيران في باريس وفي عواصم شتى، تضامناً مع ضحايا النظام الإيراني في حلب.
بل إنه قبل مأساة حلب استمرت المقاومة في نشر صور السجناء ومعظمهم شباب في العشرينات في الصحف الغربية عبر المنظمات الإنسانية.
في رأيي هؤلاء الشباب هم من سيكسر الهالة الكاذبة لنظام الملالي، وهم من سيعيدون إيران مرة أخرى لدورها الحضاري والريادي.