بدأت الأوساط الإسرائيلية تحضر لمرحلة ما بعد رحيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يخضع لتحقيق من قبل الشرطة بتهم تلقي الرشاوى، ومن الممكن أن تهدد مستقبله السياسي كما يرى مراقبون. وبسبب رفض حدوث انتخابات مبكرة، بدأ عدد من قادة الأحزاب الإسرائيلية بالتفكير في فرص تشكيل حكومة جديدة دون انتخابات، فيما تتجه الأنظار إلى المعسكر الصهيوني المعارض برئاسة بتسحاق هرتسوغ، الذي يهيمن حزبه على ثاني أكبر عدد من المقاعد في الكنيست بعد حزب نتانياهو "الليكود". وكثفت أحزاب المعارضة مطالبتها لرئيس الوزراء بالاستقالة، حتى لو لم تتم إدانته، مشيرة إلى أن وجوده على رأس الحكومة لم يعد مقبولا.
ترقب الاستقالة
استنادا إلى استطلاعات أجرتها وسائل إعلام إسرائيلية في حال تقديم نتانياهو استقالته، فإن الأحزاب الإسرائيلية المعارضة والمؤيدة للحكومة الحالية ستهيمن على المشهد السياسي في إسرائيل، في وقت تنتظر فيه الساحة السياسية قرار إدانة رئيس الوزراء بتهم تلقي رشاوى، ما سيدفعه لتقديم استقالته بشكل مؤكد. وكانت شرطة الاحتلال حققت مرتين ولمدة ثماني ساعات الأسبوع الماضي مع نتانياهو، ومن المتوقع أن تكتمل هذه التحقيقات في غضون الأسابيع المقبلة.
وتركز القضية التي أطلق عليها اسم "ملف 2000" على الاتصالات التي جرت بين نتانياهو ورجال أعمال نافذين، اتهم فيها رئيس الوزراء بتسلم هدايا ورشاوى متبادلة، بحسب وثائق بحوزة الشرطة، فيما أشارت تقارير إلى أن أدلة الإدانة تستند على نوايا لعقد تحالف بين السلطة والمال، ومحاولة استغلال السلطة لضمان مشاريع خاصة تقدر بمبالغ ضخمة.
تنديدات داخلية
إثر فضيحة الفساد، تعالت الأصوات المعارضة التي طالبت نتانياهو بتقديم استقالته، فيما وصفت النائبة في المعسكر الصهيوني، تسيبي ليفني، سلوك رئيس الوزراء بأنه "أفقده الحق الأخلاقي في البقاء رئيسا للحكومة". كما قالت عضو الكنيست من المعسكر الصهيوني شيلي يحيموفيتش "نتنياهو اقترب من اللحظة التي يجب عليه فيها تقديم استقالته، وفضيحة فساده أصبحت مثيرة للاشمئزاز".