في تلك الليلة التي اجتمع سمو الأمير محمد بن سلمان بحكماء الرأي والكتاب الاقتصاديين في المملكة انطلقت حسابات من حضروا، كالدكتور الغذامي بتباشير الخير، خاصة بإقرار ما يسمى بحساب المواطن.
لا شك أن مثل هذا القرار يدل على استشعار القيادة أهمية حماية مستوى المعيشة للمواطن من ذوي الدخل المحدود من آثار التحول العظيم، ولقد ظهر لنا كمواطنين العديد من ملامح هذا القرار، ولكن أظننا ما زلنا بحاجة للكثير من التوضيح.
أولا يبدو أن رب الأسرة هو من سيحصل على المبلغ فكيف سيتم تحديده، هناك نساء هن ربات أسرهن بعد أن علقهن أزواجهن مع أطفالهن وأنشؤوا أسرا أخرى، مع بقاء هؤلاء النساء في نفس البطاقة العائلية، ومثلهن شباب تولوا مسؤولية أمهاتهم وأخواتهم بعد تزوج والده من امرأة أخرى، فكيف سيتم تجنب هذا الوضع وهو للذكر يكاد يكون ظاهرة في السعودية.
أيضا المبلغ الذي سيضاف في الحساب يبدو أن أعلى رقم سيكون 1500 ريال فكما ظهر هو يتراوح بين 400 و700 لمن راتبه 8500 ريال. في نظري أن فاتورة الكهرباء الآن وقبل رفع الأسعار للمواطن بأسرة تتكون من أربعة أطفال في بيت 6 غرف متوسطها ألف ريال شهريا فكيف يظنون أن 1500 ستساعد هذا الأب على مواجهة الزيادة؟
هناك كذلك تأثير هذه الزيادة على زيادة أسعار المواد الاستهلاكية والمنتجات الغذائية والفواكه إلخ، فلا شك أن التجار سيرفعون الأسعار لارتفاع أسعار حفظ هذه المواد ونقلها، فكيف سيجابه الموطن هذه الموجات القادمة من الغلاء بألف وخمسمائة؟
لقد كان هناك حديث كثير حول البطاقة التموينية، فلماذا لا تتم تقوية حساب المواطن بالبطاقة التموينية ونضعها في جيب هذا العائل ونساعده على الشراء بأسعار لا تتأثر بموجة الغلاء ولا يجب أن تكون رخيصة جدا بل بأسعار اليوم.
المواطن صاحب الدخل المحدود مسؤول مسؤولية كاملة من الدولة أمام الله وأمام القيادة العليا للوطن، والتي لن يرضيها تصغير حجم أو تجاهل الوضع الذي سيواجهه قريبا، لذا لابد ممن يعمل على خطة التحول وضع هذا كأولوية.