أكد تقرير صادر من موقع "تابناك" الإيراني المقرب من مجلس تشخيص مصلحة النظام، التابع لقائد الحرس الثوري الأسبق، الجنرال محسن رضائي، أن الحضور التركي في سورية أصبح مهما لموسكو، وأن حادثة مقتل السفير لم تؤثر على التقارب الحاصل بين الجانبين. وأشار التقرير إلى أن دخول تركيا على خط المحور الروسي الإيراني زاد ارتباك طهران، ودفع ساستها إلى طرح تساؤلات عن إمكانية تشكيل هذا التفاهم تهديدا لمصالحها، لافتا إلى أن اجتماع موسكو الثلاثي بين إيران وتركيا ورسيا، الذي تبعته خطة وقف إطلاق النار بين أنقرة وموسكو، زادت من توجسات النظام الإيراني، وجعلته بمثابة المتفرج عن بعد للأحداث التي تجري على الأرض السورية.
تهميش المصالح
أوضح التقرير، أن المخاوف الإيرانية تتمحور حول هيمنة موسكو وأنقرة على المشهد الأمني في سورية، فضلا عن تصريحات الكرملين التي ألمح فيها إلى أن دور إيران أصبح هشا في اتفاق وقف إطلاق النار، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى خسارة مصالحها في سورية. مشيرا إلى أن ما يزيد من مخاوف إيران، هو الدعم الروسي المفاجئ والواسع لعمليات "درع الفرات" التي تقوم بها القوات التركية في الشمال السوري، مؤكدا أنه في حال استمر هذا الدعم، فسوف تتمكن أنقرة من امتلاك نفوذ واسع ومواقع تكتيكية في سورية.
واعتبر التقرير أن تعاون روسيا مع تركيا، يأتي لأن موسكو تشعر أنه أكثر أمانا من التعامل مع طهران، بسبب قرب المصالح الجيوسياسية للبلدين، فضلا عن حدود تركيا المشتركة مع سورية، في حين ستكون موسكو في موقع هام لحفظ أمنها القومي في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، التي تسعى للهيمنة عليها.
اللعب على الجانبين
أبان التقرير أن علاقة الروس والأتراك تتجه إلى مزيد من التنسيق في سورية، وفي المقابل يمكن التظاهر بأن إيران مشاركة في المحادثات الأمنية والسياسية للأزمة، متوقعا أن يتدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" لدعم تركيا ومحاولة استرضائها للابتعاد عن روسيا، فيما ستعزز الأخيرة من امتيازاتها لأنقرة، وبالتالي فإن الأتراك سيكونون الرابح الأول في المنطقة، ومصالح إيران ستتجه إلى مزيد من الخسائر. وخلص تقرير الموقع، إلى التحذير من ردود فعل إيران حيال تهميش دورها ومصالحها على الأرض السورية، مؤكدا أن ساسة طهران لن يفرطوا بسهولة ويساوموا على الحرب التي قاوموا فيها لمدة خمس سنوات بأموالهم وعتادهم وميليشياتهم.
خلفيات تراجع الدور الإيراني
- التقارب التركي الروسي
- دعم موسكو لدرع الفرات
- الموقع التركي الإستراتيجي
- محاولات إفشال مفاوضات أستانة
- اشتراط سحب الميليشيات
- استبعاد طهران من محادثات الهدنة